تجربتي في علاج الزهايمر
إن تجربتي في علاج الزهايمر مع والدتي من أبرز التجارب التي يمكن أن يستفيد منها العديد من الأفراد، حيث إن هذا المرض صار منتشرًا بنسبة كبيرة في أغلب الدول خاصةً بين كبار السن، وهو ليس من الأمراض التي يمكن الاستهتار بها مُطلقًا؛ لذلك سأعرض لكم كافة التفاصيل التي مررت بها عن طريق سطور موقعنا.
تجربتي في علاج الزهايمر
يُعد مرض الزهايمر من الأمراض التي يصعب التعامل معها مع كبار السن، ولكنني أحب والدتي بشدة وهذا ما ساعدني على التعامل معها باهتمام شديد وذلك سهل الأمر عليّ؛ لذلك دعوني أبين لكم ما حدث من البداية معي.
لاحظ جميع أفراد المنزل ظهور بعض الأعراض على والدتي، والتي زادت من تعجبنا فهي تهتم بنا بل وتُذكرنا بكل شيء ناقص، حيث إنها أكثر شخص في المنزل يتذكر أدق التفاصيل والأشياء، ولكن ظهر عليها النسيان في أغلب الأوقات وهذا ما لفت انتباهنا جميعًا وجعلنا نقلق عليها.
سأكمل لكم تفاصيل تجربتي في علاج الزهايمر مع والدتي والأعراض التي ظهرت عليها وجعلتنا نلاحظ الأمر بشكل مبكر، وأوضح لكم ما أخبرنا الطبيب به، وما قاله حول تفاقم الأعراض أيضًا، ونبدأ الحديث بالأعراض أولًا.
أعراض مرض الزهايمر المبكرة
توجد مجموعة من الأعراض التي بدأنا نلاحظها على والدتي، والتي أثارت اهتمامنا لأنه ينتج عنها عدة تصرفات غير مألوف لنا أن رأيناها تصدر منها، فتوجهنا بها إلى الطبيب على الفور، وكانت تتمثل تلك الأعراض فيما يلي:
- كانت تنسى المحادثات بطريقة سريعة جدًا، حيث إنها لا تتذكر أي أحداث قريبة دارت وحدثت بالفعل بينها وبيننا في المنزل.
- عندما كنت أتحدث إليها لم تكن تتذكر اسمي في أغلب الأوقات، وتقول لي من أنت، ولا تتذكرني بصورة شخصية، ولكنها كانت تعود وتتذكرني مرة أخرى.
- خلال حديثها معها وترغب في ذكر اسم مكان ما لا تتمكن من تذكر الاسم ويظهر على ملامحها معالم التوهان وعدم القدرة على تذكر الأمور عندما ترغب في ذكرها.
- لاحظت أنها تُكرر نفس الأسئلة بذات الصياغة على فترات متقاربة وكأنها تطرحها لأول مرة، وهذا أكثر شيء أثار دهشتي وشكوكي حول إصابتها بمرض الزهايمر.
- أغلب الأوقات نجدها غير قادرة على اتخاذ القرارات، وهذا أمر مُريب بالنسبة إلينا فهي من تُسيطر على الأمور في الطبيعي، ولكنها أصبحت في الفترة الأخيرة لا تنجح في التحكم في الأشياء أو السيطرة عليها كما كانت تفعل.
- بعد ذلك لاحظنا عليها أنها لا تستطيع نطق الكلمات بالشكل الطبيعي لها، بل إنها صارت تتعثر في النطق بطريقة ملحوظة للغاية، وتجد صعوبة في اختيار الكلمة المناسبة عند التحدث.
- كانت أغلب الوقت تشعر بالتوتر والقلق بشكل كبير، والارتباك هو المُسيطر الوحيد عليها، وتنفعل بصورة كبيرة على أغلب الأشياء وباستمرار.
اقرأ أيضًا: كيف اجعل مريض الزهايمر ينام
الأعراض المتوسطة لمرض الزهايمر
خلال حديثي حول تجربتي في علاج الزهايمر مع والدتي، فتجدر الإشارة إلى أن هناك عدة أعراض ازدادت حدتها وأصبحت تحدث بشكل أكثر من السابق، وبهذا الشكل حدث تطور في مراحل المرض، وكان العامل النفسي له تأثير قوي للغاية في هذه المرحلة، وأوضح لكم تلك الأعراض خلال النقاط التالية:
- ازدادت حدة ارتباكها وظهرت بشكل أكبر على تصرفاتها مع أفراد المنزل.
- كانت في هذه المرحلة تشرد بصورة دائمة، وتجهل الوقت والزمان والمكان، وكان من الصعب عليّ تحمل رؤيتها هكذا.
- عانت كثيرًا من حالة اضطراب في النوم، ولم نستطع جعلها تنام بصورة جيدة.
- كانت بعض الأحيان تبدو مندفعة وأوقات أخرى تبدو هادئة للغاية في حالة من الاستقرار.
- عانت من الوسواس، وأغلب الوقت كانت تتخيل العديد من الأمور الوهمية وكانت تصدقها.
- لاحظت عليها أنها تعاني من حالة من الاكتئاب الشديد، وتكون بحاجة إلى التعامل بمعاملة الأطفال من أجل التقليل من حدة توترها، والسعي إلى تحسين حالتها المزاجية.
- عانت بالهلوسة، فهي كانت تقول إنها تسمع وترى أشياء متعددة حولها، وبينما في الحقيقة أنا لم أكن أسمع أو أرى ما تراه.
تشخيص الطبيب لحالة والدتي
ما زلت أروي لكم تجربتي في علاج الزهايمر مع والدتي، فعندما لاحظت الأعراض السابقة عليها، توجهت بها إلى الطبيب وهذا لأنني على علم جيد أن مشكلة الذاكرة لا تنتج فقط من الخرف، ولا تعني دائمًا أن المريضة تعاني من مرض الزهايمر.
لذلك ذهبت إلى الطبيب برفقتها حتى أتأكد من شكوكي حول إصابتها بهذا المرض أم لا، فقال الطبيب لنا أن المشكلة ليست في الزهايمر، وأنها قد تكون ناتجة عن حالة الاكتئاب التي تمر بها بسبب شعورها بالوحدة، وبالتالي أثر هذا الأمر على ذاكرتها في الفترة السابقة، أو هذا ناتج عن أدوية القلب أو السكري التي تتناولها.
وجه الطبيب مجموعة من الأسئلة التي من خلالها يتمكن من تحديد الأمر، والتي عن طريقها يقوم بتشخيص حالتها، وهي تتمثل فيما يلي:
- سألني الطبيب حول الشكوك والمخاوف التي أفكر فيها أنا وأفراد عائلتي، والسبب الذي جعلنا نفكر بهذا الأمر، والأمور التي لاحظناها ودفعتنا لهذه الشكوك، فأخبرناه بكافة الأعراض التي لاحظناها عليها في الفترة الأخيرة.
- خضعت والدتي إلى فحص بدني، وهذا حتى يتمكن من التأكد ما إذا كان هناك أي مشكلة صحية دفعتها للخرف أم لا.
- سألنا الطبيب حول كافة الأدوية التي تأخذها والدتي في الفترة الأخيرة، وكافة الأمراض التي تعاني منها.
- في النهاية أخذ الطبيب ورقة وقلم وأعطاهم لوالدتي لاختبار مدى كفاءة وعمل المخ، وسألها بعض الأسئلة التي تحتاج الإجابة عنها باستعمال هذه الأدوات.
- بعد الانتهاء من جميع هذه الأسئلة قام الطبيب بإحالتها إلى أخصائي حتى يتأكد من حالتها بصورة أدق.
مرحلة تشخيص المتخصص
بعد إحالتنا الطبيب إلى المتخصص وكان عبارة عن طبيب نفسي خاص بكبار السن والشيخوخة، وبجانبه طبيب آخر متخصص في مجال الأعصاب، ومشهور بخبرته الكبيرة والعريقة في اكتشاف أمراض المخ ومعالجتها بأبسط الطرق.
قام الطبيب بإجراء عدة اختبارات لوالدتي بمساعدة الفريق الطبي الذي معه، والتي تساعد على تقوية وتنشيط الذاكرة عند المريض، وأذكر لكم هذه الاختبارات عبر السطور الآتية:
1- اختبارات القدرة العقلية
عن طريق هذا الشكل من الاختبارات تمكن الأخصائي النفسي من معرفة قدرة والدتي العقلية وطريقة تفكيرها في العديد من الأمور ومدى قوة ذاكرتها أو ضعفها، حيث إنها كانت قائمة على استعمال الورقة والقلم، وتتضمن هذه الاختبارات بعض الأسئلة، والتي منها التالي:
- قدرات بصرية مكانية.
- قياس معدل التركيز.
- إدراك المكان والزمان.
- مهارات التواصل مع الآخرين، واللغة وطريقة الكلام.
- مدى تخزين الذاكرة.
توجد عدة مستويات لمثل هذه الاختبارات، وهي تعتمد على أصل المريض ما إذا كان مُتعلم فهذا أثر على الاختبار ولكنه ما زال يعاني من الخرف والنسيان، أم أنه غير مُتعلم ولم ينجح في اجتيازها ولكن في ذات الوقت لا يعاني من الخرف.
بالإضافة إلى أنه من خلال تجربتي في علاج الزهايمر مع والدتي عرفت أن هذه الاختبارات ليست سهلة وبسيطة بالمرة، بل يقوم الطبيب بتحديد درجاتها فقط من حيث مدى الصعوبة والسهولة بناءً على حالة المريض العقلية.
2- اختبارات اكتشاف مرض الزهايمر
لا يمكن أن يعتمد الطبيب فقط على اختبارات القدرة العقلية للمريض، بل إنه يقوم بإجراء عدة اختبارات أخرى ضمن الخطة العلاجية، ولكن هذا النوع من الاختبارات يعتمد على الفحوصات من أجل التأكد من عدم وجود أي مشكلة طبية.
تتم هذه الفحوصات عبر إجراء فحص بالتصوير المغناطيسي للدماغ، وكذلك تصوير مقطعي محوسب، وهذا الإجراء أخذ وقتًا ومجهودًا كبيرًا منا، وبالطبع انفقنا الكثير من المال، فالدخول في رحلة العلاج ليس بالأمر السهل، وبعد انتهاء الطبيب من فحص والدتي تأكد من إصابتها بمرض الزهايمر، ومن هنا بدأت رحلة العلاج الفعلية من هذا المرض.
مخاطر إهمال مريض الزهايمر
تحدث الطبيب قليلًا حول العديد من المخاطر التي قد تحدث للحالة المرضية بالزهايمر في حال إهمالها وعدم الخضوع إلى العلاج المناسب والالتزام بالخطة العلاجية المُحددة، وأشار إلى أن الأمر قد يتطور ويصل إلى التالي:
- من الممكن بنسبة كبيرة أن تصل إلى مرحلة متأخرة، وفيها ستزداد الأوهام وتعيش في حالة من الرعب والتوتر الشديد.
- لن تتمكن من بلع الطعام مع مرور الوقت، وستواجه صعوبة في تناول الأطعمة.
- تتبول بشكل لا إرادي ودون وعي منها.
- تخسر وزنها بشكل كبير، وكذلك قدرتها على الكلام ستنعدم.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع التهاب الشبكية الصباغي
علاج مرض الزهايمر
من خلال تجربتي في علاج الزهايمر مع والدتي سأوضح لكم الطرق العلاجية التي خضنا فيها من أجل أن تتحسن حالة والدتي، ولم نندم أبدًا على الأموال أو التعب الذي شعرنا به في سبيل تعافيها من هذا المرض، فمحبتنا لها تستدعي أن نفعل من أجلها أي شيء.
تجدر الإشارة إلى أن هناك طريقتين للعلاج من مرض الزهايمر، واللذان ساعدانا في تحسن أحوال والدتي بنسبة كبيرة للغاية، وتتمثل تلك الطرق العلاجية في السطور التالية:
أولًا: علاج الزهايمر بالعقاقير
إن الأدوية والعقاقير في علاج الزهايمر بمثابة الأساس الذي يُبنى عليه المنزل، إذ إن الطبيب اعتمد في البداية على مجموعة من العقاقير التي ساعدت بنسبة جيدة في تحسن وتطور حال والدتي نحو الأفضل، ولكنها لم تكن السبب الرئيسي، ومن الأدوية التي وصفها الطبيب ما يلي:
1- دواء ميمانتين
أخبرنا الطبيب المعالج إن هذا النوع من العقاقير سيساعد بشكل جيد على منع تأثير الكميات الزائدة من المواد الكيميائية الواقعة في الدماغ عليها، ويستعمل مع أغلب الحالات المرضية وليست جميعها، وقد شعرنا ببعض القلق من كثرة الأدوية التي وصفها لوالدتي فطمأننا أن مرض الزهايمر بحاجة إلى العديد من الأدوية للسيطرة عليه.
بالإضافة إلى أن لكل دواء آثاره الجانبية بالطبع، وظهر على والدتي الشعور بالصداع، وعانت أيضًا من بعض الاضطرابات في المعدة وأُصيبت بالإمساك، وفي بعض الأوقات كانت تشعر بالدوار والدوخة، وعندما تحدثنا مع الطبيب حولها، قال إنها أعراض مؤقتة وسوف تزول.
2- مثبطات أستيل كولينستراز
تُعد أدوية المثبطات من أهم أنواع الأدوية التي يتناولها مرضى الزهايمر، حيث إن لها تأثير قوى في علاج الحالة المرضية، ولكنها لا تصرف إلا بوصف من الطبيب، وأكد الطبيب المعالج لوالدتي أن هذا الدواء ضروري لحالتها فوصفه ليّ.
علاوة على ذلك فإن له عدة آثار وأعراض جانبية والتي ترافق أي دواء، فلاحظت على والدتي أنها تشعر بالغثيان والقيء، وفي أغلب الأحيان تفقد شهيتها تجاه الطعام، وأكد علينا ألا نقلق من هذه الأعراض فهي ستزول بعد مرور 14 يوم من تناول هذا العقار.
ثانيًا: العلاج المنزلي للزهايمر
من خلال تجربتي في علاج الزهايمر مع والدتي، فمن الجدير بالذكر أن العلاج لا يتوقف فقط على الأدوية والعقاقير الطبية، بل إن الجو العائلي للمريض له دور كبير لا يمكن إهماله في علاج الزهايمر، وتتمثل هذه الطرق المنزلية فيما يلي:
1- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
إن الخطة العلاجية المنزلية كانت صارمة للغاية مع والدتي، حيث إنها كانت تحتاج إلى بذل مجهود بدني كبير منها، وقام الطبيب بإعطائي هذه المهمة وأنني أقوم بتدريبها عن طريق المشي معها بصورة يومية، فهو أكد أن المشي له تأثير قوي على تنشيط الذاكرة.
بالإضافة إلى أن رياضة المشي تساهم في الحفاظ على صحة الجسم، ولن يكون هناك تأثير للزهايمر عليها إذا تمكنت من المواظبة والاستمرار على أداء التمارين التي تساعد على تنشيط الذاكرة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية
2- التغذية الصحية السليمة
يُعد الغذاء السليم عبارة عن العامل الرئيسي في التأثير على الذاكرة، فأخبرنا الطبيب بأهمية الاعتناء بتغذيتها لأنها ستساعدها في التقليل من فرصة النسيان، ولكنه أكد على اتباع نظام غذائي صحي للغاية مع والدتي، وأنها من الطبيعي أن تنسى تناول طعامها فيجب أن يتولى شخص هذه المهمة.
بالإضافة إلى أنه أكد على ابتعادها تمامًا عن المشروبات التي تحتوي على مواد الكافيين، بل ونصحنا بشراء المشروبات من الصيدليات والتأكد من احتوائها على مكملات غذائية، ومسحوق الحليب والبروتين، ويتم اللجوء إليها إذا كانت والدتي لا ترغب في تناول الطعام.
من خلال تجربتي في علاج الزهايمر مع والدتي علمت أنه من المهم ألا نعيب كبار السن بسبب كثرة نسيانهم للعديد من الأمور، فهو أمر خارج عن إرادتهم، وإنه لا يعنى أنهم فقدوا الإحساس والمشاعر، لهذا من المهم الاعتناء بهم والتعامل معهم بصورة مناسبة.