تجارب دينية

تجربتي مع تكرار آية الكرسي يوميًا

إن عالم القرآن الكريم عميقًا ولا يتبحّر فيه أحد إلا ووجد نفسه يجني أعظم الكنوز التي لا يدري لها ولا يحتسب، وفي حقيقة الأمر أن هذا التبحر لا يتعلق فقط بالقراءة والحفظ بل متعلق بجعل كلام الله جزءًا أصيلًا من حيواتنا، ومن هذا المنطلق ومن أجل أن أبين لكم مقصدي سوف أسرد عليكم تجربتي مع تكرار آية الكرسي يوميًا.

تجربتي مع تكرار آية الكرسي يوميًا

لم تكن تجربة على قدر ما كانت بداية تغيير حياتي في وقتٍ كنت أظن فيه أن تلك الحياة قد أوشكت على الانتهاء؛ إذ إنني أذكر جيدًا أن في فترةٍ ما كنت اتعرض إلى كربٍ شديد جعلني في حالةٍ من الخوف الذي لم أكن قادرة على التعامل معه بمفردي.

لم أجد سوى ربي ملجأً أهرع إليه واتقرب منه لكي ينجدني من خوف قلبي من قبل الكرب نفسه، وهنا كنت أحاول أن أأخذ بالأسباب الممكنة وشاء المولى أن يُسمعني -قدرًا- مقطع صوتي لأحد الشيوخ يتحدث فيها عن فضل آية الكرسي، وأن المسلم يجب أن يحرص على قراءتها في يومه خاصةً دبر الصلوات وقبيل النوم.

كيف تغير حال قلبي مع آية الكرسي

في حقيقة الأمر إنني عقب ما استمعت لهذا الشيخ شعرت وكأن طوق النجاة الذي كنت ابحث عنه قد وجدته، وبالفعل بدأت بالمواظبة على آية الكرسي بعد أن انتهي من كل صلاة، كذلك أقرأها صباحًا ومساءً مع الأذكار فضلًا عن قراءتها قبل النوم.

أتدرون ما الذي حدث؟ لم يكن الأمر متعلقًا بالدنيا وسبب الكرب بل إنه قلبي؛ حيث إنني بدأت أشعر وكأن قلبي يعاد تكوينه من جديد، يتعرف على ربه بطريقة لم يكن يعرفها من ذي قبل، أخيرًا وجدت الطمأنينة لتلك المضغة طريقًا حينما تمعنت في أن الله لا تأخذه سِنة ولا نوم وبالتالي لا يخفى عليه قلقي وكربي.

كيف فرّج الله كربي بآية الكرسي

مثلما بدأت قصة قلبي مع آية الكرسي فإنها لم تنتهِ عند هذا الحدّ إذ إن كرم الله الواسع أدهشني كالعادة بأن الكرب الذي طال له انشغال بالي قد انفرج هو الآخر، وجاء الفرج بطريقة لم أكن أدري بها ولا احتسب، والأهم بالنسبة لي أن الله جل وعلا قد علّمني وهداني إلى الحل السحري الذي يجب عليّ أن ألجأ إليه وقت الضراء والسراء كذلك للحفاظ على سلامة هذا القلب.

أحاديث نبوية عن آية الكرسي

قبل أن اختم معكم تلك التجربة كان من الضروري أن أعرض عليكم أحد الأحاديث النبوية الشريفة التي تأكدت من صحتها حيال آية الكرسي ليكون الكلام مبني على سند شرعي، والتي من بينها جاء هذا الحديث

عن أبي هريرة أنه قال “وَكَّلَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فأتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فأخَذْتُهُ، فَقُلتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – فَذَكَرَ الحَدِيثَ -، فَقالَ: إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبُكَ شيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ ذَاكَ شيطَانٌ” [رواه البخاري].

في مجمل عرض تلك التجربة بكل تأكيد لا نحتاج إلى التأكيد على أن علاقتنا بكتاب الله المجيد الذي هو نعمةٌ وفضلٌ من المولى جلّ وعلا لا تحتاج إلى تجارب لكي نوقن بثمارها، ولكن من حينٍ وآخر نحب أن نتلقى البشريات بأن غيرنا وصل وجنىَ وهذا ما يمنحنا الأمل بأننا أيضًا سنصل ونجني برحمة الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى