حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة
ما هو حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة؟ وهل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حرام؟ إن مسألة جواز واستحباب الاحتفال بالمولد النبوي من أكثر المسائل الدينية التي كثرت حولها التساؤلات والآراء وربما الخلافات فيما بين جمهور علماء الإسلام، لذا سنعرض عبر موقع مرحبا حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي عند الحنفية | لا يجوز |
حكم الاحتفال بالمولد النبوي عند المالكية والشافعية | لا يجوز |
حكم الاحتفال بالمولد النبوي عند الحنابلة | جائز |
حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة
يتساءل العديد من المسلمين عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة، وفيما يلي نعرض آراء أئمة المذاهب في هذا الأمر:
1- رأي المالكية
ذهب أصحاب المذهب المالكي إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة لا يجوز الأخذ بها، كما أنه لا يوجد أي دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد احتفل خلال حياته بذكرى ميلاده، كما أن الصحابة الكرام لم يحتفلوا به ولم يحتفل به أحد من الخلفاء الراشدين ولا من التابعين.
“عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أما بعدُ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وإنَّ أفضلَ الهديِ هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ أتتْكم الساعةُ بغتةً، بُعِثتُ أنا والساعةُ هكذا، صبحَتْكم الساعةُ ومستْكم، أنا أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسِه، من ترك مالًا فلأهلِه، ومن ترك دَيْنا أو ضَياعًا فإليَّ وعليَّ، وأنا وليُّ المؤمنين “.
حدثه الألباني، المصدر: صحيح الجامع.
اقرأ أيضًا: حكم إدخال إصبع الزوج في المهبل
2- رأي الشافعية
ذهبت الشافعية إلى ما ذهبت إليه المالكية في قولها بأن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة من البدع، ولا يوجد أصل أو دلالة واردة في الكتاب أو في السنة تحث على الاحتفال بهذا اليوم.
اقرأ أيضًا: ما هو حكم نزول الدم بعد الطهر باسبوع؟ وما هو أقل الحيض وأكثره؟
3- رأي الحنفية
لم يرد أي حديث أو رأي من الإمام أبي حنيفة النعمان فيما يخص جواز الاحتفال بالمولد النبوي من عدم جوازه، إلا أن جمهور الحنفية ذهب إلى ما ذهب إليه أهل سائر المذاهب في عدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي.
اقرأ أيضًا: ما هو حكم الانتظار للتأكد من الطهر؟ وما الفرق بين الحيض والاستحاضة؟
4- رأي الحنابلة
لم يذكر شيء حول رأي الإمام أحمد بن حنبل في جواز الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف، إلا أن أهل هذا المذهب قالوا بأن الاحتفال بهذا اليوم لا مشكلة فيه لأن الغرض منه فقط هو التذكرة وليس بغرض التعظيم المبالغ فيه.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الخسوف منفرداً، حكم صلاة الكسوف والخسوف
بداية الاحتفال بالمولد النبوي
إن الاحتفال بالمولد النبوي قد جاء في بداية القرن الرابع الهجري وكان بدعة استحدثها الرافضة العبيديون، وكانت من ضمن بدعهم إلى جانب لطم الخدود وضرب الصدور كتعبير عن الحزن على مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب.
خلال عهد هؤلاء استحدثوا بدعًا كثيرة واختلقوا احتفالات متعددة مثل الاحتفال بمولد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، حتى وصل عدد الاحتفالات المبتدعة التي اختلقوها إلى 27 احتفال في العام.
اقرأ أيضًا: ما هو حكم الزوج الذي لا يتحدث مع زوجته
موقف الدولة الأيوبية من الاحتفال بالمولد النبوي
بقي الوضع على ما هو عليه في انتشار البدع والاحتفالات في الدولة العبيدية حتى أسقطها الناصر صلاح الدين الأيوبي الذي عمل على إحياء المذهب السني مرة أخرى وأحيت الصوفية الاحتفال بالمولد النبوي بشكل رسمي ونظامي، ومن مظاهر الاحتفال بهذا اليوم:
- تقديم خطب وقصائد ومواعظ لإحياء هذه المناسبة.
- إعداد أنواع معينة من الطعام والحلوى وتوزيعها.
- تحديد أماكن معينة للاحتفال بالمولد النبوي مثل البيوت والقاعات والمساجد.
- إقامة موالد تضم الطبل والرقص واختلاط الرجال بالنساء وأمور أخرى يستنكرها الشرع.
إن حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة ليس تزمتًا ولا تعنتًا أو ضربًا من ضروب التشدد، إنما هو حفظ لشريعة الله وامتثالًا لأوامر بعدم استحداث وابتداع شيء في الدين.