ثقافة إسلامية

حكم الاستمتاع بالزوجة من الخلف أثناء الحيض

حكم الاستمتاع بالزوجة من الخلف أثناء الحيض يعد من أكثر الأمور التي لاقت جدلًا واسعًا بين العامّة من الناس، هذا ما جعل عدد كبير من علماء الدين ينشرون في كل وسيلة تأتي أمامهم تقليدية كانت أو حديثة الحكم الشرعي له؛ وذلك حتى يقوموا بحماية الناس من فعل المحرمات، وعبر موقع مرحبا نعرف هل يجوز الاستمتاع بالزوجة من الخلف أم لا.

حكم الاستمتاع بالزوجة من الخلف أثناء الحيض

تعد فترة الحيض من أصعب الفترات التي تمر بها أي امرأة حيث تشعر فيها بالتعب الجسدي والنفسي مما يجعلها تحاول جاهدة التخفيف عن نفسها، وعلى جانب آخر إذا كانت متزوجة تنشغل بأمرٍ آخر هي وزوجها وهو حكم الاستمتاع بالزوجة من الخلف أثناء الحيض الذي ورد عن العلماء أنه لا يجوز.[1]

إلا أنه وجب التنبيه أن الفعل المحرم هنا هو إتيان الزوجة من الدبر/ الخلف، فهو من الأمور الثلاثة التي حرّمها الله على الزوجين سواءً وقت الحيض أو غيره ويعد فعلها تعديًا لحدوده تعالى.

اقرأ أيضًا: حكم صيام العشر من ذي الحجة عند المالكية

إتيان المرأة المسلمة من الدبر حلال أو حرام

ذكرنا فيما سبق الحكم الشرعي للاستمتاع بالزوجة من الخلف وقت الحيض أنه محرّم، إلا أنه من الضروري إثباته بالأدلة الشرعية ومنها ما جاء في الآية الكريمة:

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

فقد بيّن أهل العلم أن المقصود بألفاظ الآية {من حيث أمركم الله} هو الإتيان من القُبل أي الفرج، وعليه يكون الجماع من الدبر محرمًا.

على جانب آخر فهناك كثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت في هذا السياق أيضًا والتي نذكر منها: “عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ملعونٌ مَن أتى امرأتَهُ في دُبُرِها” [رواه أبو داوود]، والملعون هو المطرود من رحمة الله.

اقرأ أيضًا: حكم ممارسة العادة للرجل المتزوج

ما حكم من أتى زوجته من الدبر برضاها

يظن كثيرٌ من الأزواج أن حرمة إتيان الزوجة من الدبر مُتعلقًا بقبولها أو رفضها، ولا يعلمون أنه أمرًا من الله غير قابل للجدال أو موافقة البشر أو رفضهم.

إلا أن الفرق هنا أنه في حال حدث ذلك الفعل المُحرم مع رفض الزوجة لم تأثم بل الزوج فقط من يحمل الإثم، أما إن كان برضاها فتشاركه الإثم.

اقرأ أيضًا: حكم بلع مني الرجل عند الشيعة

حكم معاشرة الزوجة أثناء الدورة الشهرية

في إطار الحديث عن حرمة جماع الزوجة من الخلف سواءً أثناء الحيض أو أي وقتٍ آخر، لا بد من تسليط الضوء على أن الجماع بصورته الطبيعية الشرعية -من الفرج- هو بالأمر المُحرم أيضًا وقت الحيض، وذلك كما جاء في الآية الكريمة التي ذكرناها في الفقرة السابقة.

بجانب الدليل النبوي عن أنس بن مالك َقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اصْنَعُوا كُلَّ شيءٍ إلَّا النِّكَاحَ…” [رواه مسلم].

فكانت تلك العبارة المذكورة في الحديث هي ما قالها النبي الكريم -الذي لا ينطق عن الهوى- ردًا على أفعال اليهود مع الحائض التي كانت يتم نبذها في تلك الفترة.

اقرأ أيضًا: حكم مشاهدة الافلام الاباحية عند الشيعة

كيفية معاشرة الزوجة أثناء الدورة الشهرية في الإسلام

في ضوء التعرف على حكم الشرع فيما يخص حدود العلاقة بين الزوجين وقتما تكون الزوجة حائضًا، وجب التأكيد على أن المعاشرة بمعنى الجماع في ذلك الوقت مُحرّمة على جميع الأحوال، إلا أنهما يمكنهما الاستمتاع ببعضهما بطرق أخرى غير هذا.

على سبيل المثال كما ورد عن أهل العلم أن من الأمور المباحة هي اللمس، والتقبيل وما شابه، وذلك في جميع جسدها ما عدا المنطقة بين السرة والركبة؛ تجنبًا للوقوع في الحرام.

معرفة حكم الاستمتاع بالزوجة من الخلف أثناء الحيض هو بالأمر الذي لا يمكن أن يغفل عنه أي زوجين، نظرًا لكونه من الأفعال التي تمس حدود الله، مثله مثل إتيان الزوجة من الدبر وغيرها من الأحكام الواجب الإلمام بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى