حكم التبني لمن ليس له ولد عند المالكية
حكم التبني لمن ليس له ولد عند المالكية؟ هل التبني حلال في الإسلام؟ أثار موضوع التبني الكثير من الجدل بين جموع المسلمين خاصة الذين لا يعرفون منهم الحكم الشرعي المثبت بالأدلة القرآنية والنبوية، على الرغم من أن هذا الأمر حدده الله عز وجل بمجموعة من الضوابط التي لا تخلّ بأحكام الشرع ولا تؤدي لفساد في المجتمع، لذا عبر موقع مرحبا نوضح حكم التبني عند المالكية.
حكم التبني لمن ليس له ولد عند المالكية
هناك الكثير من الأطفال في الملاجئ، أو حتى الأطفال التي يتم العثور عليهم أمام المساجد أو أبواب البيوت، هؤلاء الذين ترقّ لهم قلوب الكثير من الناس ويرغبون في إعطائهم أمان ودفء العائلة، هذا الأمر الذي يُعظمه الدين ويُجلّه في إطار محدد نوضحه بمعرفة حكم التبني لمن ليس له ولد عند المالكية.
المذهب المالكي وباقي المذاهب الأربعة من؛ الشافعية، الحنابلة والحنفية جميعهم أجمعوا على تحريم التبني في الإسلام، والتبني المقصود هو إعطاء الطفل اسمًا غير اسم أبيه، وهذا الحكم واحد سواءً كان الشخص لديه أبناء أو ليس لديه أبناء.
اقرأ أيضًا: هل يجوز تركيب الأظافر المؤقتة
هل التبني حرام في القرآن
ذكرنا أعلاه حكم التبني في الإسلام كما جاء في المذاهب الأربعة ومن بينهم المالكية، وبكل تأكيد الأحكام الشرعية لا يمكن إصدارها دون الاستناد إلى أدلة تؤكدها، وفي هذا الصدد نعرض الدليل القرآني الآتي:
{…وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب: 4 – 5].
اقرأ أيضًا: ما حكم البسملة عند دخول الخلاء؟
قصة تحريم التبني
في إطار الحديث عن التبني وحكمه في الإسلام لا بد من معرفة الواقعة التي حدثت وعلى إثرها أمر الله عز وجل المسلمين في كتابٍ يُتلى إلى يوم الدين بحُرمة التبني، تلك القصة كانت مع النبي الكريم وأحد الصحابة.
إذ إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان لديه مولى يُدعى زيد بن حارثة الذي أهدته إياه السيدة خديجة رضي الله عنها ذات يوم وذلك قبل البعثة، وكان من المقربين للنبي حتى تبنّاه وأعطاه اسمه، فأصبح يُدعى زيد بن محمد.
يُذكر أن التبني كان عادة العرب آنذاك وبالطبع لم يكن مُحرمًا شرعًا، إلا أنه بعد ذلك في السنة الرابعة أو الخامسة من الهجرة أمر الله بتحريم التبني، بنصٍ صريحٍ في القرآن.
ليس هذا فقط بل إن زيد بن حارثة كان متزوجًا من امرأة تُسمى زينب بنت جحش التي بعد أن طلقها أمر الله عز وجل نبيه الكريم بأن يتزوجها، وفي ذلك بيان لجميع المسلمين أن التبني لا يجعل ينسب المرء لغيره بمجرد إعطائه اسمه.
لأن ذلك لو كان صحيحًا لما تزوج النبي من زوجة ابنه طبقًا لمفهوم التبني، وتلك القصة جاءت في آيات اشتملت على اسم زيد الذي لم يُذكر اسم صحابي في القرآن غيره.
{…فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا} [الأحزاب: 37].
اقرأ أيضًا: ما حكم الزوج الذي لا يشبع زوجته
بديل التبني في الإسلام
بعدما بيّنا حرمة التبني في الإسلام جدير الإشارة إلى البديل له، أو بمعنى أصح تنفيذ الفكرة باحتواء الأطفال الذين لا أهل لهم، أو مأوى سواءً كانوا معلومي أو مجهولي النسب، وهذا البديل هو الكفالة.
الكفالة هي تحمّل مسؤولية الطفل من تربية، رعاية، تعليم، مأكل وبالطبع يمكن أن يعيش في منزل الكفيل، لكن بشرط ألا يحصل على اسمه، بل ينسب لاسم أبيه وفي حال كان مجهول النسب يتم تسميته باسم عام.
بهذا القدر نكون قد بيّنا عبر مقالنا حكم التبني لمن ليس له ولد عند المالكية، وذلك بعرض الأدلة الشرعية التي تثبت هذا الحكم، والذي يجب أن يعرفه كل مسلم خاصةً لو كان مقبلًا على خطوة التبني أو الكفالة.