حكم مشاهدة الأفلام الإباحية للعزباء
ما هو حكم مشاهدة الأفلام الإباحية للعزباء؟ وهل مشاهدة هذه الأفلام يُبطل الصلاة؟ حيث إن هذا الأمر يظل عالقًا في عقول العديد من الشباب؛ لذلك تحدث الكثير من علماء الدين والشريعة حول حكم مشاهدة مثل تلك الأفلام الخادشة للحياء، ومن هنا سنعرض حكم مشاهدتها للعزباء من خلال موقع مرحبا.
حكم مشاهدة الأفلام الإباحية للعزباء
قد يرغب العديد من الأشخاص في مشاهدة الأفلام الإباحية بهدف التعلم فقط، ولكن يجهلون مدى الإثم الذين يفعلونه، حيث إن الدين الإسلامي حرم النظر إلى كافة المحرمات وعورات الآخرين، وأمر المولى – عز وجل – بغض البصر للرجل والمرأة أيضًا.
لذلك يكثر التساؤل حول “ما حكم مشاهدة الأفلام الإباحية للعزباء؟”، فتجدر الإجابة إلى أن جميع العلماء اتفقوا على أنه لا يجوز شرعًا مشاهدة هذا النوع من الأفلام مهما كان الغرض من المشاهدة، حيث إن رؤية الأفلام الإباحية أو المقاطع الجنسية معصية كبيرة للعزباء وغيرها أيضًا، وفيها مخالفة صريحة لأوامر الله تعالى ونبيه الكريم – صلى الله عليه وسلم –.
حيث ورد في كتاب الله العزيز قوله تعالى:
{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور: 30ـ 31]،
وهذه الآية دليل قاطع على أمر الله تعالى بغض البصر والابتعاد عن كل ما حرمه.
كما ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 6ـ 7]، وهاتان الآيتان تُشيران إلى عدم نظر الإنسان إلى العورة سواء كان للرجال أو النساء، فلا يجوز لأي شخص النظر إليها.
اقرأ أيضًا: ماذا يحدث للرجل عند مشاهدة الأفلام الإباحية
أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية
بعد الاطلاع على حكم مشاهدة الأفلام الإباحية للعزباء، فمن الجدير بالذكر أن تلك المشاهد تؤثر على المجتمع بشكل عام، وعلى الفرد بشكل خاص، فهي تعتبر من الشرور التي يترتب عليها فساد قلب المؤمن، وإضعاف إيمانه بربه – عز وجل –.
لأنها تجعل المسلم يرى الأمور التي حرمها الله تعالى، وهذا يُثير غريزة من يشاهدها ويثير الفتن، فترغب النفس إلى القيام بالفاحشة، كما أنه ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
“العينُ تَزني، والقلبُ يَزني؛ فزِنَا العينِ النظرُ، وزِنا القلبِ التمَنِّي، والفرجُ يُصدِّقُ ما هنالِك أو يُكذِّبُه” [المحدث: شعيب الأرناؤوط].
لذلك ينبغي على كل مسلم أن يُحصن نفسه ويُسيطر على شهواته ويتغلب عليها بقضاء وقت الفراغ في الطاعات والعبادات والسعي في التقرب من الخالق – سبحانه وتعالى –، والابتعاد عن فعل المحرمات التي نهى عنها الله في كتابه العزيز.
هل مشاهدة الأفلام الإباحية تُبطل الصلاة 40 يومًا
بعد النظر إلى إجابة سؤال ما حكم مشاهدة الأفلام الإباحية للعزباء، فتجدر الإشارة إلى أن مشاهدة هذه الأفلام والمقاطع الغير جيدة لا تُبطل صلاة المسلم، بل إنها تُحمل الشخص وزر وذنب كبير، فهي من الأشياء المُحرمة على كافة المسلمين، فهي تُلهي عن ذكر المولى – عز وجل –.
بالإضافة إلى أنه في حال رأى المسلم تلك المشاهد المحرمة بدون إرادته وبالصدفة، فيجب عليه التوبة إلى الله تعالى على الفور، والقيام بالأعمال الصالحة التي تُقربه من ربه، والإكثار من الاستغفار وذكر الله تعالى؛ حتى يمحوا ذنوبه ويُزيلها عن قلبه.
ذنوب الخلوات
بعد معرفة إجابة سؤال ما حكم مشاهدة الأفلام الإباحية للعزباء، ففي سياق الحديث من الضروري توضيح المقصود بذنوب الخلوات، فهي تعني كافة الأمور المحرمة التي يفعلها المسلم بشكل سري عندما يجلس بمفرده بعيدًا عن أعين الناس.
فمن المهم الإشارة إلى الدين الإسلامي له 3 مراتب، وهم: (الإسلام – الإيمان – الإحسان)، ومن ضمن مقتضيات الإحسان “استشعار مراقبة الله تعالى لجميع أعمال العباد، حيث قال في كتابه الكريم:
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرحمن: 46].
علاوة على ذلك فإن المولى – عز وجل – حذر من ارتكاب الأمور التي نهى عنها من المعاصي والمحرمات، حيث إنه قال في القرآن الكريم:
(وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [النساء: 14].
كم يستغرق من الوقت لخروج المواد الإباحية من المخ
يُعرف إدمان مشاهدة المقاطع الجنسية أو المواد الإباحية بأنه إحدى أشكال وأنماط الإدمان السلوكي، وهو يُسيطر على الإنسان ويجعله يرغب بشكل شديد في مشاهدة المزيد والمزيد من المشاهد الإباحية بجميع هيئاتها.
بالإضافة إلى أن هناك دراسة حديثة أشارت إلى أن حوالي 33% من الذكور الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 عامًا إلى 34 عامًا مدمنون على الإباحية على مواقع الإنترنت، وهذه النسبة في تزايد مستمر مع مرور الأيام.
يتمكن الإنسان من التغلب على شهواته وتحكمه في قدرتها على عدم مشاهدة الأفلام الإباحية، ولكن هذا الأمر بحاجة إلى وقت نوعًا ما طويل، وهذا يعتمد على إرادة وعزيمة الشخص، حيث إنه يحتاج من حوالي 30 يومًا إلى 90 يومًا للتوقف نهائيًا عن مشاهدتها ويتعالج من هذا الإدمان، وتعود وظائف جسمه الحيوية للعمل من قديم، وتستقر نسبة هرمون “الدوبامين” وتعود إلى طبيعتها.
كيفية التخلص من مشاهدة المقاطع الجنسية والإباحية
بعد التطلع إلى حكم مشاهدة أفلام الإباحية للعزباء، فلا بد من معرفة الطرق التي تساعد المسلم في الابتعاد عن مشاهدتها والتوقف عن الوقوع في ذات الذنب، وسنعرض تلك الطرق والوسائل عبر النقاط التالية:
- الانشغال الدائم بالتفكير في الطاعات وأداء العبادات الصالحة التي تُقرب العبد من ربه، مثل: (الصيام – إخراج الصدقات – الاهتمام بالأيتام – الصلاة)، حيث قال تعالى:
(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].
- الحرص المستمر على ملئ أوقات الفراغ بالأشياء النافعة والابتعاد قدر الإمكان عن الجلوس بشكل منفرد ومنعزل عن الآخرين، والإكثار من الاستغفار طوال الوقت، حيث قال تعالى:
(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ۖ وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ۚ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور: 33].
- تجنب مرافقة أصدقاء السوء وعدم الجلوس معهم، والتقرب من الرفقة الصالحة التي تُعين المسلم على التقرب إلى الله والوصول إلى الجنة.
- من الضروري أن يتوب الشخص الذي كان يرتكب هذا الذنب، وأن يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يُعينه على ترك هذه المحرمات، وأن يُيسر له طرق الخير والهداية، وكثرة الاستغفار وذكره، حيث قال تعال:
-
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر: 60].
- تقوية صلة العبد بربه، وزيادة الإيمان به وهذا عن طريق الكثير من الوسائل، مثل: (قراءة القرآن الكريم – الإكثار من النوافل – الإكثار من الدعاء والاستغفار) فهذا يساعد الإنسان على التعزيز من عزيمته وإرادته في الابتعاد عن المحرمات وتركها نهائيًا.
- الحرص على تذكير النفس بالأجر والثواب الذي أعده الله – سبحانه وتعالى – لعباده الصالحين في الآخرة وفي الحياة الدنيا أيضًا، وكذلك النظر جيدًا إلى العقاب الذي يُعده لعباده الفاسدين.
يجب على كل مسلم ومسلمة الالتزام بأوامر المولى – عز وجل – ونواهيه، والابتعاد عن الارتكاب الذنوب الكبيرة والفواحش، فعقاب الله تعالى شديد وعسير للغاية، وثوابه وأجره عظيم وجيد إلى درجة كبيرة، وهذا ما ينبغي وضعه في عقول جميع المسلمين.