لماذا ابني يكرهني؟! أسباب كراهية الأطفال للآباء وأساليب حل المشكلة
صدمة كبرى وكارثة حقيقة تصيب أي أسرة بمجرد أن تندلع شرارة الكراهية في قلبٍ أيٍ منهم تجاه الآخر، بل إن درجة الكارثية تزيد أكثر فأكثر حينما تسكن تلك المشاعر في قلب الأبناء تجاه آبائهم أو أمهاتهم؛ ولأن هذا أمر لا يمكن المرور عليه مرور الكرام سوف نعمل على عرض أسباب كراهية الأطفال للآباء مع توضيح الحلول الفعالة الممكنة.
أسباب كراهية الأطفال للآباء
بكل أسف يتعامل الكثير من الآباء والأمهات بغير وعي ولا حتى فطرة سليمة وسويّة مع أبنائهم ويعملون على خلق مشاعر الكره تجاههم دون إدراك؛ وعليه قررنا أن نسلط الضوء على بعض السلوكيات التي تتسبب بدورها في تلك الكارثة وذلك كما يلي:
1- التفرقة بين الأبناء
المسمار الذي يدق في نعش أي علاقة سوية بين الأبناء والآباء هو أن تتم التفرقة الواضحة بين هؤلاء الأبناء لأي سببٍ كان سواءً؛ الجنس، الشكل، وحتى الشعور القلبي وغيرها، ومهما كانت صورها سواءً بالمشاعر، الكلمات والأفعال.
إذ إن هذا الأمر الذي بكل أسف لا يعي له الكثير يعمل على قهر الطفل بطريقة لا يمكن تخيلها حينما يشعر أن أقرب الناس إليه -أبيه وأمه- يرونه درجة ثانية وربما أقل مقارنة بأحدٍ غيره ولو كان من إخوته، ومن ثم لا بد من المساواة في المعاملة بينهم.
2- القسوة في التعامل
يظن بعض الآباء أنهم في حال تعاملوا برفقٍ ولينٍ مع أبنائهم فإن هذا سيكون من صور الدلال السلبي، وهذا ما يؤول إلى كارثة أكبر وهي اختيار طريق القسوة معهم، ولا يوجد أدنى شك من أن بذور القسوة والعنف حتمًا ستطرح ثمار الكراهية والغضب وليس الحب على الإطلاق!
وبناءً على ذلك لا بد أن يكون هناك اعتدال في التعامل الذي لا يميل كل الميل ناحية الدلال، ولا يقترب بأي شكل ناحية القسوة ولكن ربما يكون الحزم والشدة إن تطلب الأمر ذلك.
3- كثرة الشجار
فخ آخر يقع فيه الكثير من الآباء وهو أن يتعاملوا مع أبنائهم بنديّة وينتظرون منهم أن يكونوا على درجة الوعي، الحكمة والفِهم التي يكون عليها البالغين، وهذا بدوره لن يحدث مطلقًا خاصةً مع الأطفال، ومن هنا تندلع شرارة الخلافات والشجار على كل صغيرة وكبيرة.
ولذلك لا بد أن يكون الآباء هم الأكثر وعيًا، احتواءً وحكمة في إدارة الأمور بين أبنائهم وحل المشكلات وليس العكس، حتى لا يخسرونهم وحبهم في لحظات الغضب المتراكمة.
على كل أبٍ وأمٍ أن يكونوا على وعيٍ تمام ودراية كافية بأن أبنائهم ما هم إلا ردود أفعال لما يقومون به، ما هم إلا أوعية فارغة لن تنضح إلا بما يضعونه فيها؛ وعليه بكل تأكيد الشعور بأن أحد هؤلاء الأبناء يكنّ لأبيه أو أمه كرهًا هو بالأمر الصادم إلا أنه يحتاج إلى وقفة حقيقة بنيّة حلّ المشكلة ونزع هذا الشعور من قلب الابن في أسرع وقتٍ ممكن.