ما صحة حديث أن المرأة تقبل بصورة شيطان؟
ما صحة حديث أن المرأة تقبل بصورة شيطان؟ فالدين الإسلامي حفظ المرأة من كل سوء وشر، وأمرها الشرع بتجنب التبرج لكيلا تُثير به الفتن وتكون سببًا في فتنة غيرها، بالتالي جاءت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي ورد عن نبي الله صلى الله عليه وسلم تحثها على التعفف وحفظ أنفسهن؛ لذا من خلال موقعنا سوف نتناول الحديث حول تشبه تصوير المرأة بالشيطان.
ما صحة حديث أن المرأة تقبل بصورة شيطان
إن حديث المرأة تقبل بصورة شيطان صحيح، حيث إن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: “أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً، فأتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهي تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إلى أَصْحَابِهِ…”
“… فَقالَ: إنَّ المَرْأَةَ تُقْبِلُ في صُورَةِ شيطَانٍ، وَتُدْبِرُ في صُورَةِ شيطَانٍ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ؛ فإنَّ ذلكَ يَرُدُّ ما في نَفْسِهِ. [وفي رواية]: لمْ يَذْكُرْ: تُدْبِرُ في صُورَةِ شيطَانٍ” (المصدر: صحيح مسلم).
تشبه تصوير المرأة بالشيطان
إن التشبيه الوارد في الحديث أن المرأة تقبل بصورة شيطان ليس تشبيهًا للمرأة بالشيطان، كما قد يدعي من لم يفهم الغرض والمقصد الشرعي الذي كرم المرأة وبوأها مكانتها الجليلة في نصوص محكمة لا شبهة فيها.
جاء الرد على شبهة تصوير المرأة بالشيطان على النحو التالي: (من المُقرر أن الفهم السليم لما قد يرد من إشكال في لفظ أو معنى داخل الحديث الشريف، إنما يعلم ويتوصل إليه بجمع طرقه – لا يصح أن يُفهم الحديث على تشبيه المرأة بالشيطان؛ لأن في هذا منافاة للنصوص الشرعية، فالله خلق الإنسان في أحسن تقويم وصورة).
الرد على من يقول بأن في الحديث ازدراء للمرأة
جاءت الكثير من الأقوال التي تدور حول حديث المرأة تقبل بصورة شيطان، وأنه ازدراء للمرأة، فتأتي الإجابة عن هذه الأقوال على النحو الآتي:
- إن إقبال المرأة وإدبارها في هيئة شيطان إنما يكون في حال تعمدت الغواية وإثارة الشهوات، فهو تشبيه قبيح بقبيح، وهو جارٍ على ما جرى عليه التشبيه عند العرب.
- انتفاء تشبيهها بالشيطان، ففي حال لم تتعمد الغواية والإثارة ولحوق قبح الوصف بما يوقعه الشيطان في قلوب بعض الرجال من الافتتان بها، المترتب على إطلاق النظر إليها.
إن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كرموا وعززوا من مكانة المرأة في شتى المواضع، حيث إنه في علوم التفسير إذا جاء النداء بالصيغة المطلقة فهو يشمل كل من الرجال والنساء، إلا إذا اقترن بمخصص للرجال فقط أو المساء فقط.