متى تكون العادة حلال للمراهقين
متى تكون العادة حلال للمراهقين؟ وهل يغفر الله لممارس العادة السرية؟ تشكل العادة السرية جزء كبير من تفكير الشباب في مرحلة المُراهقة، فهي نقلة من الطفولة والبراءة إلى الشباب والنضج وانفتاح الأذهان على أمور قديمة لم يكن يعرفها الشخص من قبل فيريدون في تجربة كل شيء، هذا ما سنتحدث عنه بتعمق أكبر عبر موقع مرحبا.
متى تكون العادة حلال للمراهقين
لكي نتمكن من التعرف إلى إجابة سؤال متى تكون العادة حلال للمراهقين يجب أن نستند إلى آيات من القرآن الكريم والسنة النبوية، وفي هذا الإطار لم يرد أي نص قرآني أو نبوي يحلل هذه العادة بتاتًا، بل على العكس فجاءت آيات وأحاديث تحث على المحافظة على النفس، ومخالفة الأهواء، والصيام، والعبادات.
فجاء قول الله تعالى عز وجل في كتابه الكريم:
{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5-6].
كما جاء حد3ث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ“. حديث صحيح، رواه عبدالله بن مسعود.
رأي المذاهب الأربعة في ممارسة العادة السرية للمراهقين
في إطار معرفة إجابة سؤال متى تكون العادة حلال للمراهقين ونظرًا إلى أنه لم يرد أي نص قرآني أو حديث شريف يحلل العادة السرية، فجاءت أقاويل المذاهب الأربعة بالتحريم الصارم للعادة السرية، وذلك على عكس الشائع بين الناس أنها متهاونة في ذلك وتجيز ممارستها، واشتملت الآراء كما يلي:
1- الشافعية والمالكية
يُحرم هذين المذهبين العادة السرية ومُمارستها بشكل قاطع، ولا تجيزها تحت أي شرط من الشروط، فهي حرام ولا تجوز شرعًا، ولا حتى في وجود عذر قهري.
2- مذهب الحنابلة
يرى علماء الحنابلة أن ممارسة العادة السرية حرام شرعًا ولا يمكن ممارستها تحت أي ظرف من الظروف، حيث إن من يمارسها يحتاج إلى التوبيخ.
3- مذهب الأحناف
أما بالنسبة للأحناف فيحرمون ممارسة العادة السرية، ولكنهم يرون أنه يمكن إباحته بوجود ثلاثة شروط قاسية وتلك الشروط هي:
- ألا يكون الرجل الذي يقوم بممارسة العادة متزوج، وذلك بالاستناد على الحديث الشريف المشار له سالفًا.
- لو كان الشخص خائف من الوقوع في الزنا أو يمر بأحداث من الممكن أن تؤدي له.
- إذا كان الشخص يرغب سد الغريزة المهلكة غير المتمكن من السيطرة عليها ولا يفعلها لمجرد الشعور باللذة.
متى تكون العادة حلال للمتزوجة
نؤكد أنه لا يوجد أي نص قرآني أو حديث شريف يشير إلى تحليل العادة السرية للمراهقين أو المتزوجين.
لكن من باب أن الدين دين يسر وليس عُسر يرى العلماء أن المرأة المتزوجة التي تشتاق إلى الشعور بالنشوة الجنسية بالتزامن مع غياب زوجها يُمكنها مُمارستها، ولكنها ليست بحلال، فهذا خطأ كبير، ولكنها أقل ضررًا من الزنا والفواحش بلا أدنى شك.
هل يغفر الله لممارسي العادة السرية
العادة السرية مثلها كأي ذنب آخر، والإنسان خلقه الله ضعيفًا وما دام يخطئ ويندم ويتوب إلى الله ونيته صادقة في ذلك يغفر الله له، حتى وإن عاود على الذنب مرة أخرى، فباب التوبة مفتوح حتى يأتي أجل الإنسان.
فقال الله تعالى في كتابه الكريم:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
كما جاء حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ! إِنَّكَ ما دَعَوْتَنِي ورَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لكَ على ما كان فيكَ ولا أُبالِي يا ابنَ آدمَ! لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لكَ، ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ! لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرضِ خطَايا ثُمَّ لَقِيْتَني لاتُشْرِكْ بِيْ شَيْئَا لأتيْتُكَ بِقِرَابِها مَغْفِرَةً ” حديث صحيح رواه أنس بن مالك.
الآثار الجانبية لممارسة العادة السرية
نظرًا لكثرة طرح سؤال متى تكون العادة حلال للمُراهقين رأينا أنه من واجبنا العمل على سرد الآثار الجانبية الخاصة بهذه العادة، والتي تؤثر سلبًا على المرء ذهنيًا وجسديًا، فهي تتسبب بالآتي:
1- الآثار الجانبية الجسدية للعادة السرية
يتأثر الإنسان بممارسته للعادة السرية بشكل كبير حيث إنها تؤثر عليه من الجانب الجسدي والنفسي، وفيما يلي سنتعرف على هذه الأضرار:
- تزيد الرغبة في النوم طوال الوقت حيث إن الجسم يكون منهك، وهذا ما يتسبب في ضياع الوقت وعدم القدرة على تحقيق الإنجازات.
- لها تأثير قوي على الأجهزة العصبية والعضلية في الجسم وبالتالي تؤثر تأثير واضح وملحوظ على المفاصل والركبتين والظهر وهذا ما يتسبب في الشعور بضعف جسدي، ويكون مُمارسها المواظب عليها هزيلًا.
- يعاني الرجل من الضعف الجنسي وسرعة القذف، بالإضافة إلى فقدان تدريجي في شهوته وضعف في الانتصاب.
2- الآثار الجانبية الداخلية للعادة السرية
في سياق عرض إجابة متى تكون العادة حلال للمراهقين، نجد أن هناك مجموعة من الأضرار التي من الممكن أن يصاب الإنسان بها عند ممارسته للعادة السرية، ولكنها لا تكون ظاهرة فهي أمور معنوية، ويمكن تمثيلها فيما يلي:
- تسقط مبادئ الإنسان ويكون أسير لأهوائه، فلا يتمكن من السيطرة عليها.
- يزول حياؤه وعفته.
- الميل إلى القيام بالفواحش، وهو ما يؤدي إلى انتشار جرائم الجنس والانتهاك في المُجتمع.
- تؤثر على خلايا المخ وكذلك الذاكرة.
- كما أن هذه الممارسة تولد لدى الإنسان شعور بالحسرة والندامة ويترتب عليه مجموعة من الآثار النفسية السيئة من أبرزها الألم النفسي.
- ممارسة العادة السرية تكون سبب في الشتات الذهني لمُمارسيها، بالإضافة إلى عدم القدرة في التركيز في الأمور المختلفة في الحياة، والتي من أبرزها المذاكرة والعمل، ما يتسبب في تدهور هذه الجوانب.
الجدير بالذكر أن هذا السائل يخرج مع الشعور بشدة الشهوة فبمجرد أن يخرج السائل يشعر الإنسان بذروة النشوة ومن ثمَّ يشعر بفتور، وهذا السائل نجس ولهذا يجب أن يتم الاغتسال منه ويقوم المسلم بعد الاغتسال من الجنابة بالوضوء.