مظاهر الإعجاز في خلق الإبل
مظاهر الإعجاز في خلق الإبل يتعجب لها الجميع، فلا يوجد من ينظر إلى الإبل ويستطيع صرف نظره عنه دون قول سبحان الله، في جمال إبداعها وتصويرها ذُكرت الآيات القرآنية، وفي كلمات مقالنا هذا عبر موقعنا سنعرض لكم تلك المظاهر الإبداعية الجميلة الموجودة في الإبل.
مظاهر الإعجاز في خلق الإبل
تمعنوا النظر إلى الإبل لتروا بها كل ما هو جميل، وهذا في الشكل الظاهري فحسب، ولكن ماذا لو تمعنتم النظر بدواخلها لمعرفة مظاهر الإعجاز الإلهي في خلقها، فقد قال الله تعالى عنها في كتابه العزيز: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: 17].
فلمَّ ذكر الله في كلماته الإبل ولم يذكر غيرها من الحيوانات؟ حث تشتهر الإبل بالعديد والعديد من المميزات التي جعلتها من أفضل الحيوانات التي خلقها الله ـ عزَّ وجلَّ ـ.
كما أن بها الكثير من المعجزات التي لم يسبق لنا رؤيتها في حيوان آخر، وتتبين مظاهر الإعجاز به في كل جزء منه سواء بالداخل أو الخارج، وفيما يلي سنوضح تلك الظواهر بدقة وعناية:
1– سنام الإبل
أول ما سنتطرق بالحديث عنه على الرغم من اشتهارها بالكثير من المميزات الأخرى السنام، فبه نتعجب جميعًا من خلق الإبل لأنه وعلى الرغم من شُهرته قلما عرفنا عنه معلومات.
ففي تلك السنام لا تُخزن المياه مثلما يظن البعض، ولكن الأطعمة التي يتناولها الجمل لتُمكنه من استعادة طاقته من خلالها وقت الحاجة، وفي الوقت الذي لا يتوافر له به الطعام من خلال الخلايا الدهنية التي يحتفظ بها بداخله.
حيث يوجد في ذلك السنام مخزون من الدهون يتحول إلى طاقة وقت الحاجة إليه، وكلما استهلك الجمل منه كلما صغر حجمه، وهو ما ساعده على التكيف مع طبيعة الصحراء، والتي لا يوجد بها طعام طوال الوقت.
اقرأ أيضًا: فوائد سنام الجمل للبواسير
2- غطاء العين الشفاف
يمتلك الإبل ما لم يخطر على بالنا كبشر أبدًا، فهو كحيوان قادر على التكيف في الصحراء، ألم تتساءل يوم عن العواصف الترابية تلك التي يتعرض لها الجمل هُناك من وقتٍ إلى آخر؟
منحه الله سبحانه وتعالى غطاء شفاف لعينه يُغلقه عند التعرض لتلك العاصفة الترابية، وكذلك باستطاعته إغلاق أنفه عند مواجهة تلك الرمال.
3- طول الرقبة وعلاقته بحمل الأثقال
جميعنا يرى في مشاهد التليفزيون بالأفلام القديمة التي تتعلق بزمن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وما غير ذلك من مشاهد، أن الجمل لديه قدرة فائقة على حمل الأثقال دون أن يحدث له اضطراب ودون أن يسقط أو تسقط عنه الحوامل.
السر في ذلك يكمن في الرقبة الطويلة والتي توازن الجسم أثناء حمل الأثقال، وتجعله أكثر قدرة على حمل المزيد، حيث يصل وزن الحمولة التي يُمكن وضعها على ظهر الجمل إلى 150 كيلو.
4- الوزن الثقيل للجزء الأمامي منه
عادةً نجد في البقر والماعز والأغنام أن وزن الجزء الخلفي ثقيل عن وزن الجزء الأمامي منهم، وهو أمر في الواقع مُحير جدًا، فلماذا الجمل طبيعته تخالف ذلك؟
من مظاهر الإعجاز في خلق الإبل أن الله قد خلق له الأرجل الأمامية مع منطقة الصدر أثقل من وزنه بالجزء الخلفي لكي يستطيع الارتكاز على الأرض جيدًا ويواجه المنحدرات الموجودة في الصحراء لكيلا يعيق وزنه الخفيف التكيف معها.
كذلك ونظرًا لكبر حجم الجمل والرقبة الطويلة فإنه يحتاج إلى ما يساعده على الوقوف دون تذبذب أو اضطراب، وثِقل الأرجل الأمامية هو ما يساعده على ذلك.
5- خف الإبل
ميز الله خف الإبل بالطبيعة التي تساعدها على التكيف بالسير في الصحراء، حيث تتميز بامتلاكها خف دهني يسمح لها بالمشي في الرمال والأراضي الوعرة بالكفاءة ذاتها.
اقرأ أيضًا: فوائد حليب الإبل للتوحد
عجائب عن حياة الإبل
كلما تابعت الإبل لمعرفة المزيد عنها وحياتها ستجد الكثير من الأشياء التي لم تعرفها من قبل، وهو ما يُشبه فقرة هل تعلم التي تكتظ بالمعلومات غير المعروفة من قبل، والتي سنعرضها لكم توضيحًا لمظاهر الإعجاز في خلق الإبل، وهي:
- لا تُرضع صغارها إلا في حال قد شمت صغارها وتيقنت أنهم أبنائها.
- تستطيع العودة إلى المكان الذي تربت به حتى وإن مر عليه أعوام طويلة.
- تستطيع التعرف على صاحبها من رائحته.
- لا يمكن لـ 2 من الجمال الذكور العيش في قطيع واحد، حتمًا سيقتل واحدًا منهم الآخر، لذا من يملك في القطيع الخاص به 2 من الذكور يربط واحدًا ويترك الآخر.
اقرأ أيضًا: فوائد حليب الناقة للمرأة
شعر في وصف الإبل
في وصف الإبل ومظاهر الإعجاز في خلق الإبل كُتبت الكثير من القصائد، ومن خلال ما يلي سنعرض لكم أشهرها، وهي للشاعر محسن السبيعي، وقال في وصفها:
اللي خلقها الله وزيّن تصويرها
ضرب بها الأمثال في محكم كتابه
قبل السماء والأرض هي وغيرها
وقبل الجبال الراسيات الشوامخ
من بين لحم ودم أخرج دريرها
يا زينها لاهجدت ليل ربعها
وسمعت فوق الحوض جضرة صغيرها
قامت تزاحم فوق حوضٍ موّسر
مثل السباع إذا دغرها خشيرها
ورى وعوّد ثم لا الحوض ممتلي
قامت تفاهق من روى جم بيرها
تناطلت في معطانها لاكن وصفها
رحى تهامية في الأرض تدفن بريرها
تناعست غفوة ودكت وعلت
وقامت تزاعج يم مفلا صديرها
تقاطرت مع المصدار لاكن وصفها
طوابير جيشٍ لاومرها وزيرها
وصلت معشاها بليلٍ وعشت
وتخالطت خلفاتها مع عشيرها
أساطيل لامشت قصورٍ لا أمرحت
يا زين في المفلا طوارف نشيرها
تصبر على الجوع وتصبر على الظمأ
ومن عظم شأنها ما يجبر كسيرها
وإذا ظهر نجم السويبع وإرتفع
وجهالها قامت تغازل بعيرها
تقضقض فحلها بالهداد وشفتها
تديره وهو بالهدير يديرها
ثم إنحنى كالقوس لاكن حسه
طبلة هل العارض لأدق زيرها
قام يحداها عن هواها وتتبعه
مثل السرية والفحل هو أميرها
فيها قريع الذود ماحل مثلها
ملحاً ظهيرة وأركبوها بضيرها
لا دارها الحلاب حنت وأرزمت
مهيب نحوسٍ طبعها نثر خيرها
تشنحطت كن النعاس يغشاها
وأخلافها الأربع تسابق ذريرها
أبيض من القطن وأحلى من العسل
وأخير من بيبسي البلاد وعصيرها
كن الدكاتر بالدواء بنجوها
ما تلتفت لو كان تقطع وخيرها
جسم جليل وعنقها من زرافة
وإذنين كالحربة بليا جفيرها
يا الله لا تقطع عنها جمايلك
وبذنب غيرها لا تعطل مسيرها
وأنزل عليها الغيث من باب فضلك
أنبت فياض الأرض وأرخص شعيرها
يوجد الكثير من مظاهر الإعجاز في خلق الإبل وكلما تأملنا نجد مظهر من مظاهر الجمال لم نلتفت إليه من قبل، فتأملوا في خلقها، لتجدوا كل ما يسركم ويدهش أعينكم ومسامعكم.