من العلم الذي لا ينفع ولا يضر الجهل به
ما هو العلم الذي لا ينفع ولا يضر الجهل به؟ حيث إن هناك بعض الأمور التي يكون الجهل به غير ضار ومعرفتها لا تنفع الإنسان في أي شيء من حوله، لأن المرء معروف بطبيعته الفضولية التي تبحث وتكتشف ما حولها؛ لذلك من خلال موقعنا سوف نطرح حديث عن العلم الذي لا ينفع ولا يضر الجهل به.
من العلم الذي لا ينفع ولا يضر الجهل به
إن العلم الذي لا ينفع ولا يضر الجهل به هو العلم الذي لا طائل من معرفته ولا ضرر من عدم معرفته، وفي الأغلب ما يستنفذ ذلك العلم العديد من الوقت والجهد والمال أيضًا، فعلى سبيل المثال التمحيص والبحث عن أشياء سكت عنها الدين الحنيف رحمة بنا غير نسيان.
بالإضافة إلى أن كل علم يُقرب الإنسان من الله سبحانه وتعالى يُفيده في الآخرة، ولم يتم السماع من قبل عن علوم دنياوية وأخرى أخروية، والله تعالى أعلى وأعلم، كما أن العلوم بشكل عام لا يمكن تصنيفها إلى حلال وحرام.
حديث عن العلم الذي لا ينفع ولا يضر الجهل به
هناك حديث شريف ورد فيما يخص العلم الذي لا ينفع ولا يضر الجهل به وعدم معرفته من الأساس، حيث روى ابن كثير يقول: “إنَّ اللَّهَ حدَّ حدودًا فلا تعتدوها وفرض فرائِضَ فلا تُضيِّعوها وحرَّمَ محارِمَ فلا تنتهِكوها وسكتَ عن أشياءَ رحمَةً لكمْ من غيرِ نسيانٍ فلا تسْألوا عنها” (المصدر: تفسير القرآن العظيم / خلاصة حكم المحدث: صحيح).
لماذا استعاذ النبي من علم لا ينفع
تجدر الإشارة إلى أن رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم استعاذ من علم لا ينفع في أحاديثه النبوية الشريفة، حيث روى زيد بن أرقم رضي الله عنه عن النبي وقال: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا” (المصدر: صحيح مسلم).
حيث إنه استعاذ من كل علم لا ينفع؛ لأنه سوف يكون بمثابة وبالًا على صاحبه، وإذا ترك المسلم ما أمر الله عز وجل به وهو عالم بحكمه أو ارتكب ما نهاه عنه بعد أن بلغه النهي وعرفه فهو ليس بعالم، لأن العلم هو الخشية وما يحمله الفساق والمنافقين من علوم الشرع ليس بعلم.
هناك الكثير من الأشياء والعلوم التي لا نفع فيه للمرء أو لغيره من البشر، بالتالي يُطلق عليها من العلم الذي لا ينفع ولا يضر الجهل به، ولا يقترن به التقوى، وهو لا يساهم في تحسين أخلاق الإنسان في قوله وفعله.