هل احتلت مصر السعودية؟ القصة الصحيحة
من خلال التعرف على إجابة السؤال القائل، هل تعرضت السعودية للاحتلال من مصر، يمكننا أن نشير إلى أن المملكة العربية السعودية قد مرت بالعديد من المراحل التاريخية التي أدت في النهاية إلى ظهور واحدة من أهم بلدان الشرق الأوسط في الوقت الحالي، وقد تشابكت حلقات التاريخ بينها وبين الدولة المصرية التي تعد الدولة الأعظم في التاريخ، وذلك ما سوف نتعرف عليه بشكل أكبر.
هل تعرضت السعودية للاحتلال المصري
نعم، تعرضت السعودية للاحتلال المصري بشكل غير مباشر عند ظهور الدولة السعودية الأولى، يمكننا أن نتعرف على ذلك بشكل أكبر من خلال ما يلي:
1- ظهور الدعوة الوهابية وبوادر الدولة السعودية الأولى
بدأت الدعوة الوهابية على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب، والتي كانت في الأساس حركة دينية، دعت المسلمين في شبه الجزيرة إلى العودة إلى صحيح الدين والبعد عن البدع، ولكن أدرك الإمام أن أي دعوة دينية تحتاج إلى قوة سياسية لكي تساعد على نشرها.
لذلك تعاون الإمام مع الأمير محمد بن سعود الذي كان يرغب في تأسيس مملكة الحجاز والاستقلال عن الدولة العثمانية التي كانت لها يد ضعيفة على شبه الجزيرة العربية حيث الحكم الذاتي على الأقاليم الخاصة به، وذلك نظرًا لوجود الأراضي المقدسة، التي كانت تحميها الخلافة العثمانية في ذلك الوقت.
2- شعور الدولة العثمانية بالخطر
تأكد رجل أوروبا المريض بأن الحركة الوهابية سوف تفقد الصبغة الدينية التي يسيطر بها على العالم الإسلامي، لذلك استعان بالداهية التي تحكم الولاية المصرية الأبرز لديه من أجل التصدي لذلك الخطر، لذلك عمل محمد علي والي مصر بإرسال فرق بقيادة ابنه إبراهيم باشا الذي أخضع الوهابيين، وقد حصل نظير ذلك على بلاد الحجاز مكافأة له.
3- الصراع الذي أنهى الاحتلال المصري للسعودية
يمكننا الإشارة إلى أن محمد علي كان من الأشخاص الذين يحلمون بالإمبراطورية المصرية، فدخل في مجموعة من الفتوحات تحت راية الدولة العثمانية من أجل تدعيم مركزه، ولكن كان فتح الشام القشة التي قصفت ظهر البعير بين وبين الباب العالي، لذلك بدأت المواجهة بينهم، والتي كانت لصالح الوالي المصري، والذي كان على وشك الدخول إلى الأستانة، والتحكم في الدولة العثمانية من خلال اتفاقية كوتاهية.
4- الدول الأوروبية تبقي على الرجل المريض
أدركت الدول الأوروبية خطورة محمد علي الذي يدمر أحلامها في السيطرة على أملاك رجل أوروبا المريض، لذلك فرضت عليه معاهدة لندن التي نزعت أملاكه من بينها الحجاز لصالح الدولة العثمانية مما يعني نهاية ذلك الاحتلال، مع تثبيت حكم محمد علي على مصر.
يمكننا الإشارة إلى أن النظر إلى أن حكم الدولة المصرية للحجاز ما كان إلا تحريك مستعمر خارجي لدولتين عربيتين، ولكن يمكننا أن ندرك أن كل ذلك عاد في صالح تلك الدول التي عرفت قيمة الاتحاد مع بعضها البعض من أجل الوصول إلى الأهداف المطلوبة في الوقت الحالي.