كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس
إن التربية عالم كبير مليء بالتفاصيل التي يجب أن يُحيط بها كل أم وأب علمًا من أجل أن يتمكنوا من الإلمام بالصورة كاملة في علاقاتهم مع أولادهم، هذا بجانب ضرورة معرفة طبيعة المراحل المختلفة التي يمر بها هؤلاء الأولاد من أجل اختيار أسلوب التعامل السليم فيها، ومن هنا سوف نعمل على طرح كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس.
كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس
من المعروف لدى الجميع أن علاقة الآباء والأمهات مع أبنائهم وبناتهم وهم في مرحلة الطفولة تختلف بالكلية عن مرحلة المراهقة؛ إذ إن تلك الأخيرة تتميز بأنها حساسة وشائكة ومن ثم يتوجب اتباع نهج وأسلوب معاملة مختلف، وهذا ما سنقوم بالإشارة إليه عبر السطور الآتية:
1- تكوين علاقة صداقة معه
على الرغم من أن هذا الأمر يجب أن يتم منذ الطفولة إلا أن أي أب وأم لا بد أن يرضخا لفكرة أن الطفل قد بدأ بالنضج والكِبر؛ ومن ثم لم يعد هناك مجال للتعنيف أو الإجبار على أي شيء؛ ذلك لأنه إما سينتج عنه كبت وقهر أو خروج عن الطوع لدرجة التمرد، ومن ثم المراهق يجب أن تُبنى معه علاقة صداقة لأنها حتمًا ستختصر الكثير من المسافات.
2- حفظ أسرارهم ومنحهم الأسرار
قد تبدو تلك النصيحة غريبة بعض الشيء لدى كثيرٍ من الآباء والأمهات؛ إلا أنه من المهم جدًا منح المراهق ثقة كبيرة في نفسه والتأكيد على أن أبيه وأمه يثقان فيه، وذلك ما يتم من خلال ائتمانه على بعض الأسرار التي يمكن أن تُحكى له.
في نفس السياق أيضًا لا بد من أن يكون الأب والأم هما مخزن أسرار هذا المراهق، فلا يخبرهما أمرًا فيذهبا إلى إفشائه لأيٍ من كان ولو حتى لبعضهما -إن لم يستدعِ الأمر-، فضلًا عن كشف تلك الأسرار إلى الإخوة والاقارب، والأسوأ أن يتم ذلك على سبيل السخرية والمزاح.
3- احترام مشاعرهم
من أكثر الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الآباء والأمهات مع أبنائهم بشكلٍ عام والمراهقين منهم بشكلٍ خاص أنهم لا يتفهمون مشاعرهم، ومن لا يحترمونها أو يقدرونها وهذا كفيل بأن يكون المسمار الذي يُدق في نعش العلاقة بينهم.
وعليه يجب أن يكون هناك وهي وإدراك كبير بأن المراهق يمر في تلك الفترة بمرحلة من التخبطات النفسية؛ فهو لا يدري هل لا يزال صغيرًا أم أنه يكبر، بالأخص أنه هناك يكون في مرحلة البلوغ التي تتزامن مع الاضطرابات الهرمونية، ومن ثم فإن الكثير من سلوكياته وأفعاله تكون غير مقصودة بدرجة كبيرة.
4- احترام خصوصياتهم
من أكبر الكوارث التي يمكن أن تحدث مع أي إنسان بشكلٍ عام والابن المراهق بشكلٍ خاص هي انتهاك الخصوصية؛ إذ إنه كثيرًا من الآباء والأمهات يظنون أن أبنائهم ملكية خاصة بهم، وهذا ما يعني كسر حدودهم سواءً المادية أو المعنوية وهذا ما يهدم جدار الثقة والأمان بينهم، ولذلك يجب العدول عن تلك العادة.
على الرغم من أن الكثير من الآباء والأمهات لا يزالون مقتنعون أن التربية ما هي إلا فطرة يتم السير ورائها بالإيجابيات والسلبيات دون الوقوف عند أيٍ منها، إلا أن هذا المعتقد خاطئ تمامًا ولم يعد الاقتناع به وتطبيقه بالأمر الصحيح، بل إن هناك مبادئ أساسية وأساليب محددة من الضروري معرفتها حتى تُثمر التربية عن نتائج طيبة.