حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة

ما حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة؟ وما هي كيفية صلاة الجماعة مع الزوجة؟ نظرًا إلى أن هناك الكثير من الزوجات التي تطرح التساؤلات حول صلاة الجماعة، وحكم صلاة الزوج معها في المنزل وهل يجوز ذلك أم لا، سنجيب عن هذا اليوم من خلال موقع مرحبا مع توضيح حكم صلاة الجماعة في المسجد للرجل وتوضيح أدلة من القرآن والسنة النبوية.

حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة

لو كانت الصلاة فريضة فيلزم على الرجل أن يصلي مع المسلمين في المسجد ولا يجب عليه أن يصلي مع زوجته ولا أهله في المنزل، فالمؤمن عليه أن يصلي في بيوت الله، وذلك لقول رسول الله:[1]

” من سمع النداءَ فلم يأتِ فلا صلاةَ له إلا من عذرٍ، قيل لابنِ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما ما هو العذرُ؟ قال: خوفٌ أو مرضٌ” حديث صحيح.

كما جاء حديث شريف بخصوص هذه المسألة حيث سأل رجل أعمى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في الحديث:

“عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه ليسَ لي قَائِدٌ يَقُودُنِي إلى المَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ له، فيُصَلِّيَ في بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ له، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقالَ: هلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بالصَّلَاةِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فأجِبْ” صحيح مسلم.

في الحديث السابق لم يرخص الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلم أن يصلي في البيت على الرغم من كونه أعمى ولا يوجد له قائد يرشده.

من هنا نجد أن الواجب على كل رجل مسلم أن يصلي في مسجد الله في بيوت الله مع إخوانه المسلمين ولا يجوز التخلف عنها، ولكن في حالة أن يصلي الرجل نافلة كالتهجد ليلًا أو صلاة الضحى فلا بأس في ذلك.

اقرأ أيضًا: ما هو حكم نزول الدم بعد الطهر باسبوع؟ وما هو أقل الحيض وأكثره؟

كيفية صلاة الجماعة مع الزوجة

أما فيما يخص طريقة صلاة الزوجة مع زوجها، فتتمثل في أن تكون الزوجة خلف الزوج حتى ولو زوجته، ولو يوجد رجل معهم فيكون عن يمين الزوج، وذلك لما ورد في الحديث الشريف: “صَلَّيْتُ أَنَا ويَتِيمٌ، في بَيْتِنَا خَلْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا” صحيح البخاري.[2]

المقصود في هذا الحديث أن المرأة حتى وإن كانت الزوجة أو الأم أو الأخت فلا تصف مع الرجل ولكن تكون خلفه سواء كان إمام أو مأموم، وإن كانت الصلاة صفوفًا فعليها أن تصلي خلف الصفوف وهذا في النافلة.

أما في الفريضة فيلزم على الرجل أن يصلي مع الناس إلا لو كان مريضًا أو فوَّت صلاة في المسجد فعليه أن يصليها في بيته، وعلى المرأة في هذه الحالة أن تصلي خلف زوجها أيضًا مثلها مثل النافلة.

اقرأ أيضًا: حكم الصيام على جنابة عند المالكية

حكم صلاة الجماعة للرجال

حكم صلاة الجماعة للرجال هي أنها واجبة وجوب عيني على الرجل تبعًا لما جاء في مذهب الحَنابِلَة، وبعضِ الحَنَفيَّة، ووجهٌ عند الشافعيَّة، وهو قولُ طائفةٍ من السَّلفِ، اختارَه البخاريُّ، وابنُ المنذرِ، وابنُ حَزْمٍ، وابنُ تيميَّة، وابنُ باز، وابن عُثَيمين، وذلك بالاستناد إلى أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية:[3]

1- الدليل على ذلك من القرآن الكريم

في صدد التعرف على حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة، نجد أن جاءت الآيات التي تثبت وجوب الصلاة جماعة للرجل في قوله تعالى:

• {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} [سورة النساء: الآية 102].
• {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [سورة البقرة: الآية 43].

اقرأ أيضًا: حكم زواج المسيار ابن باز

2- الدليل من السنة النبوية

في إطار معرفة حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة، جاءت بعض الأحاديث الشريفة من السنة النبوية فيما يخص صلاة الجماعة للرجل، وكانت تلك الأحاديث كالتالي:

• “ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استحوذَ عليْهمُ الشَّيطانُ فعليْكم بالجماعةِ فإنَّما يأْكلُ الذِّئبُ القاصيةَ” حديث صحيح.
• “أثقلُ صلاةٍ على المنافقينَ صلاةُ العِشاءِ وصلاةُ الفجرِ، ولو يَعلمُونَ ما فيهما لأَتوهُما ولو حبوًا، ولقد هممتُ بالصَّلاةِ فتُقام، ثم آمُرُ رجلًا يُصلِّي بالناس، ثم أنطلقُ معي برِجالٍ معهم حُزمٌ من حطَبٍ إلى قومٍ لا يَشهدونَ الصَّلاةَ، فأُحرِّقُ عليهم بُيوتُهم بالنارِ” حديث صحيح.

بهذا نكون وصلنا إلى ختام المقال الذي تم فيه عرض حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة كما أوضحنا كيفية الصلاة مع الزوجة وحكم صلاة الرجل في جماعة وأوضحنا أنها صلاة واجبة.