حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الحمل
حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الحمل يعتبر من أكثر الأسئلة التي تطرحها الكثيرات من النساء الخاشيات على أنفسهن من الوقوع في الإثم ومعصية الله لرفضهن أداء حقوق أزواجهن ولكنهن في ذات الوقت يتملك قلوبهن خوفٌ على الأجنة بداخل أحشائهن، ولأن هذا الأمر يعد من أكثر الموضوعات الشرعية الحساسة يعرض موقع مرحبا آراء الفقهاء حول حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب تعب الحمل.
حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الحمل
توجد العديد من الأمور الشرعية الحازمة التي يجب على كل مسلم أو مسلمة أن يكونوا على دراية تامة بها تجنبًا لارتكاب الإثم وهم غير عارفين به، والحقوق الزوجية تأتي في مقدمة تلك الأمور، ومن هنا جاءت تساؤلات عن حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الحمل التي أقرّ العلماء أنه ليس حرامًا بشروطٍ.[1]
فالجميع يعلم أن العِفة هي المبتغى الأول والهدف من الزواج وعليه يأثم الطرف الذي يُقصّر في حق زوجه مُتعمدًا، وذلك ما نستدل عليه من الحديث الشريف التالي:
“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ” [رواه البخاري].
إلا أنه إذا كانت الزوجة في فترة حمل تشعر فيها بالتعب -الذي لا تقوى على تحمله- أو أن العلاقة الزوجية ستصيب الجنين بضررٍ بالغ أو تؤثر على صحتها هي بالسلب حينها جاز لها الامتناع عن الجماع، وذلك حسب آراء الفقهاء.
اقرأ أيضًا: ما حكم من فاتته صلاة العيد عند المالكية
حكم رفض الزوجة للجماع بسبب المرض
في إطار معرفة حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الحمل يأخذنا ذلك إلى حكمٍ شرعي آخر وهو حكم امتناع الزوجة عن الجماع بسبب المرض، وهنا أتى أهل العلم بقاعدتين شرعيتين أثناء تحديد الحكم.[2]
أما الأولى فهي الحديث الشريف -الوارد ذكره أعلاه-، والقاعدة الثانية فهي حديث آخر “عن أبي سعيد الخدري – أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: لا ضَررَ ولا ضِرارَ” [حديث حسن].
على إثر الأحاديث السابقة استدل أهل العلم أن الزوجة إذا كانت تتعرض لمرض شديد يحول بينها وبين ممارسة حياتها بصورة طبيعية فضلًا عن الجماع، خاصةً إذا كان ذلك بأمرٍ من الطبيب يجوز لها الامتناع.
اقرأ أيضًا: حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة
امتناع المرأة عن إجابة زوجها بسبب حالتها النفسية
من أكثر الأمور التي شكّلت جدلًا واسعًا خاصةً في الآونة الأخيرة هو حق الزوجة في الامتناع عن جماع زوجها إذا كانت في حالة نفسية غير مستقرة أو لا تسمح لها بذلك، إلا أن ذلك الأمر يجب الرجوع فيه للشرع وليس أهواء أيٍ من الأطراف.[3]
أما الحكم الشرعي بحسب ما ذكره أهل العلم أن الأصل على الزوجة طاعة زوجها في الفراش وعدم الامتناع لأسبابٍ تستطيع هي أن تتجاوزها أو تتحملها خلال ذلك الوقت، إلا أن هناك أمورٌ قد تزيد من سوء حالتها النفسية مثل وفاة عزيز فيجوز لها الامتناع.
اقرأ أيضًا: حكم زيارة القبور للنساء عند الشافعية
حكم رفض الزوجة للجماع بسبب عدم الرغبة
حتى تكون الصورة أكثر وضوحًا فاستكمالًا للحكم السابق من الضروري التفرقة جيدًا بين الأمراض النفسية أو سوء الحالة النفسية لدرجة كبيرة وبين عدم الرغبة في ذلك؛ لأن الأخيرة تؤدي إلى إثم الزوجة، بل والزوج إذا قام بفعل نفس الشيء.
اقرأ أيضًا: ما حكم رضاعة الزوجة لذكر زوجها
الامتناع عن الفراش بسبب سوء معاملة الزوج
ما ذهب إليه أهل العلم في حكم رفض الزوجة معاشرة زوجها بسبب سوء المعاملة أنها لا يجوز لها ذلك، -وإن كان ما يفعله ليس من الدين في شيء ولا يحلّ له- إلا أنها ما دامت زوجته وجب عليها طاعته فإن لم تستطع تحمّل ذلك جاز لها طلب الطلاق.
نهايةً تم توضيح حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الحمل الذي يجب أن يعلمه جميع الأزواج وعدم نسيان أن الأصل في العلاقة بين الزوجين هي المودة والمعروف ليست الندية أو تحميل طرف ما لا يطيق.