حكم صيام العشر من ذي الحجة عند المالكية
حكم صيام العشر من ذي الحجة عند المالكية من الأحكام التي لا بد من الاطلاع عليها والتعرف عليها بشكل دقيق، حيث ميز الله تعالى بعض الأيام على بعض، مثل تفضيل يوم الجمعة ويوم عرفة وغيرهما، كما ميز سبحانه وتعالى الشهور كذلك على بعض مثل شهر رمضان وشعبان والأشهر الحرم، لذلك نتعرف من خلال موقع مرحبا على أهم الأحكام الفقهية اللازمة لشهر ذي الحجة.
حكم صيام العشر من ذي الحجة عند المالكية
يرجى العلم بأن المالكية والشافعية كذلك قد صرحوا بأنه يسن صيام العشر من ذي الحجة، وقد استثنى المالكية صيام يوم التروية للحاج، حيث إنهم نصوا على أنه يكره للحاج صيام بمنى وعرفة تطوعًا.[1]
في إطار التعرف على حكم صيام العشر من ذي الحجة عند المالكية، يرجى العلم بأن شهر ذي الحجة هو الشهر الأخير من السنة القمرية، كما أنه ثاني الأشهر الحرم، وتم تسميته بهذا الاسم منذ أيام الجاهلية.
حيث إن العرب كانت تحج في هذا اليوم، وتسميته بذي الحجة تعتبر التسمية الأخيرة، حيث كانت له أسماء قبلها، فقد كان يسمى مسبلًا عند ثمود وكان يعرف عند العرب العاربة بنعس وببرك نظرًا لأن الإبل كانت تبرك فيه يوم النحر.
كما أن العرب كانت تعظمه حيث كانت تقعد سوق عكاظ في شهر ذي القعدة، ثم تقعد سوق ذي المجاز في شهر ذي الحجة، بالإضافة إلى أنهم كانوا يحرمون القتال فيه، حيث إنه من الأشهر الحرم.
اقرأ أيضًا: حكم الصيام على جنابة عند المالكية
ميزة شهر ذي الحجة
في إطار عرض حكم صيام العشر من ذي الحجة عند المالكية، يرجى العلم بأن الدين الإسلامي قد أعطاه ميزة، حيث جعله غاية زمن الحج الذي يبدأ في شوال وينتهي في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة الذي هو يوم عيد الأضحى ثم أيام التشريق منه وهم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر.[2]
كما أن له بعض أحكام الحج كذلك، حيث إن ذا الحجة هو شهر الحج في الدين الإسلامي وقد قال فيها الله عز وجل في كتابه العزيز {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [سورة البقرة: الآية 197].
اقرأ أيضًا: ما حكم من فاتته صلاة العيد عند المالكية
الأحكام الفقهية لشهر ذي الحجة
نتعرف من خلال ما يلي على كافة الأحكام الفقهية الخاصة بشهر ذي الحجة بشكل مفصل:
1- مضاعفة ثواب العمل فيها
حيث تعتبر الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة أحد أشرف أيام الله عز وجل، وأعلاها قدرًا كذلك حيث يستحب فيها الاجتهاد في العبادة والتقرب إلى الله عز وجل، بالإضافة إلى كثرة العمل الصالح نظرًا إلى أنه يضاعف فيها العمل والأجر، ولذلك فقد أقسم الله تعالى بها في قوله تعالى {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [سورة الفجر: الآية 2-1]، على ما اختاره جمهور المفسرين بأن المقصود بها العشر الأوائل من ذي الحجة.
كما أنها تعتبر من أفضل أيام السنة، نظرًا لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ” (صحيح أبي داود).
اقرأ أيضًا: حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي
2- صوم الثمانية من ذي الحجة
اتفق الفقهاء على استحباب صوم الأيام الثمانية التي من أول ذي الحجة قبل يوم عرفة، وهذا لحديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا “ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ، من هذِهِ الأيَّامِ” (حديث المساء)، مما يعني أيام العشر، قالوا “يا رسولَ اللهِ! ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قال: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلَّا رجلٌ خرج بنفسِه ومالِه في سبيلِ اللهِ، ثمَّ لم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ“.
اقرأ أيضًا: ما حكم قول ما شاء الله وشئت وما الحكمة
3- حكم صوم يوم عرفة لغير الحاج
اتفق الفقهاء على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، حيث إنه اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة، كما جاء في السنة المطهرة حيث روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ” (صحيح مسلم).
يعتبر حكم صيام العشر من ذي الحجة عند المالكية من الأحكام التي يهتم العديد من الأشخاص بالتعرف عليها، نظرًا لما لتلك الأيام من أهمية وفضل كبير في الدين الإسلامي.