زوجتي خرجت من البيت بدون إذني ماذا أفعل معها؟
زوجتي خرجت من البيت بدون إذني ماذا أفعل معها؟ وهل يوجد حديث يشير إلى لعن خروج المرأة من بيتها؟ نظرًا إلى أن خروج الزوجة من المنزل دون إذن الزوج من الأمور التي تثير الجدل في كثير من البيوت، فسنهتم اليوم من خلال موقع مرحبا بمعرفة حكم خروج الزوجة من المنزل دون إذن الزوج.
زوجتي خرجت من البيت بدون إذني
يروي أحد الرجال أن: زوجتي خرجت من البيت بدون إذني، وكان هذا الأمر مزعج له بصورة كبيرة، فيتساءل هذا الرجل عن التصرف الطبيعي الذي يجب أن يتخذه معها وعما إذا كان هناك أحاديث تشير إلى لعن المرأة التي تخرج من منزلها دون إذن زوجها أم لا.
نجد أن جواب تساؤل الرجل فيما يخص التصرف الصحيح الذي يجب اتخاذه معها هو أن يتحدث معها بأسلوب هادئ ويخبرها أن هذا يزعجه ولذا من الضروري أن يتم التعامل معه بأسلوب أفضل من ذلك فيما بعد وأن تخبره بخروجها من المنزل من أجل الاطمئنان عليها ليس أكثر، فهو يثق بها ثقة عمياء ولكنه يخاف عليها.
من الممكن أن يحضر هدية لها عند حديثه معها عن هذا الأمر، ويخبرها بأنه شعر بالضيق فقط لمجرد أنه لا يدري أين هي وكم شعر بالخوف وهي بعيدة عنه، فهو يراها طفلته المدللة فلا يحب أن يزعجها أحد أو تذهب في مكان تتعرض فيه لأمور سيئة ويكون من الصعب عليه الوصول لها.
على الرجل أن يدرك أيضًا أن المرأة تحب الأسلوب الحنون الرقيق وتنفر من الأسلوب البغيض الذي يوجه لها بصورة حادة وكأنها متهمة أو مسجونة في مكان لا تتمكن الخروج منه إلا بإذن الحاكم، كما أنه من الضروري أن يكون متحضر بصورة كافية ويدرك أن خروجها من المنزل شيء طبيعي فهي ليست سجينة المنزل بل يجب أن تذهب هنا وهناك مثلما هو يفعل ولكن بالطبع بعد أخذ إذنه في ذلك.
اقرأ أيضًا: زوجي يطلب مني إحضار صديقتي
حكم إسلام في خروج المرأة دون إذن زوجها
في إطار عرض مشكلة “زوجتي خرجت من البيت بدون إذني” أتفق العلماء والفقهاء على حرمة خروج المرأة من منزلها دون إذن زوجها أو ولي أمرها، وعند فعلها لذلك دون ضرورة ملحة أو واجب شرعي فهي تعتبر ناشز، لذا فيجب على المرأة أن تستأذن وليها عند الخروج من المنزل.
الجدير بالذكر أن من الواجب على المرأة في الإسلام أن تطيع زوجها، وهذا تبعًا لما ورد في أحاديث عدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها:
“.. لو كُنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لغيرِ اللَّهِ لأمَرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها ولو سألَها نفسَها وَهيَ علَى قتَبٍ لم تمنعْهُ” حديث حسن صحيح، رواه عبدالله بن أبي أوفى.
لكنه يجب أن تكون الطاعة في المعروف فقط فعلى سبيل المثال لا يجب عليها أن تطيعه في حال ما أمرها بشرب الخمر أو ترك الصلاة أو فعلها لأمر محرم، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“.. لا طَاعَةَ في مَعْصِيَةٍ، إنَّما الطَّاعَةُ في المَعروفِ” حديث صحيح، رواه علي بن أبي طالب.
كما ورد حديث شريف آخر يؤكد ذلك ليقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ” حديث صحيح، رواه النواس بن سمعان الأنصاري.
حكم خروج الزوجة للمسجد
في ضوء عرض مشكلة أحد الرجال “زوجتي خرجت من البيت بدون إذني” نجد أنه يجب على الزوجة أن تستأذن الزوج حتى في الخروج للصلاة في المسجد، حتى لو كانت الزوجة مقيمة في بيت الأب والزوج لا يوجد معها فعليها أن تستأذن منه عند خروجها من المنزل، وذلك تبعًا لما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ لا تَمْنَعُوا النِّساءَ مِنَ الخُرُوجِ إلى المَساجِدِ باللَّيْلِ. فَقالَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ: لا نَدَعُهُنَّ يَخْرُجْنَ فَيَتَّخِذْنَهُ دَغَلًا. قالَ فَزَبَرَهُ ابنُ عُمَرَ وقالَ: أقُولُ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ. وتَقُولُ: لا نَدَعُهُنَّ.” حديث صحيح، رواه عبد الله بن عمر.
كما جاء حديث آخر فيما يخص خروج المرأة من المنزل للصلاة في المسجد فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ لا تَمْنَعُوا نسائَكُمُ المساجِدَ، وبُيُوتَهُنَّ خيرٌ لهنَّ” حديث صحيح، رواه عبد الله بن عمر.
أفعال الأمر في كلا الحديثين كانت موجهة إلى الأزواج مما يؤكد أنه يجب على الزوجة أن تستأذن زوجها حتى في خروجها للمسجد.
اقرأ أيضًا: زوجي يريد الزواج بثانية
هل يوجد حديث يلعن المرأة التي تخرج دون إذن زوجها
يرغب الزوج في معرفة حل مشكلته: “زوجتي خرجت من البيت بدون إذني”، ويرغب في معرفة رأي الدين في هذا ويتساءل عن إذا كان هناك أحاديث تشير إلى لعن الزوجة التي تخرج من منزلها دون إذن زوجها، فوجد حديثين يشيران إلى ذلك بالفعل ولكن ورد ضعف هذين الحديثين.
فكان نص الحديث كالتالي:
” إنَّ المرأةَ إذا خرجت من بيتِها وزوجُها كارهٌ (لذلك)؛ لعنَها كلُّ ملَكٍ في السماءِ، وكلُّ شيءٍ مرَّتْ عليه؛ غيرُ الجنِّ والإنسِ حتى ترجعَ.” حديث ضعيف جدًا.
الجدير بالذكر أن حكم هذا الحديث جاء في مختلف الروايات أنه ضعيف جدًا وأحيانًا يكون موضوع ولهذا فإنه لا يستحب الأخذ به.
أما فيما يخص الصحيح البديل لهذا الحديث فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا تعطَّرتِ المرأةُ، فمرَّت على القَومِ ليجِدوا ريحَها، فَهيَ كذا وَكَذا، قالَ قولًا شديدًا” حديث صحيح، رواه أبو موسى الأشعري.
فنجد أن هذا الحديث يشير إلى حرمانية خروج المرأة من بيتها وهي متعطرة، ولا يشير إلى حرمانية خروجها من المنزل.
كما جاء الحديث الثاني الضعيف عن لعن خروج المرأة من منزلها دون إذن زوجها والذي نصه:
“ فإنَّ حقَّ الزوجِ على زوجتِه: إن سألها نفسَها وهي على ظَهرِ قَتَبٍ أن لا تمنعَه نفسَها، ومن حقِّ الزوجِ على الزوجةِ أن لا تصومَ تطوُّعًا إلا بإذنِه، فإن فعلَتْ جاعتْ وعطشتْ ولا يُقبلُ منها، ولا تخرج من بيتِها إلا بإذنِه فإن فعلت لعنَتْها ملائكةُ السماءِ وملائكةُ الرحمةِ وملائكةُ العذابِ حتى ترجعَ. قالت: لا جرَمَ لا أتزوَّجَ أبدًا.” حديث ضعيف.
ليأتي الصحيح البديل عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ” حديث صحيح، رواه أبو هريرة.
اقرأ أيضًا: زوجي حبيبي وقرة عيني تويتر
واجبات وحقوق حول خروج المرأة من منزلها دون إذن الزوج
في سياق عرض مشكلة الزوج بأن “زوجتي خرجت من البيت بدون إذني” نجد أن على المرأة الواجب في الاستئذان عند خروجها من المنزل وذلك بإجماع آراء العلماء والفقهاء.
كما أنهم يعتبرون خروجها من المنزل دون إذنه عصيان لله ورسوله تستحق عليه الإثم والعقاب، ولكن أشار بعض العلماء إلى وجود بعض الاستثناءات التي يمكن أن تسمح للمرأة بالخروج من المنزل دون إذن زوجها، وهي:
- خروج المرأة وهي متأكدة أن زوجها لا يمانع خروجها أو أن هناك اتفاق مسبق بينهما يسمح لها بالخروج وقتما تشاء دون أن تخبره وهو موافق وراضٍ بذلك.
- في حالة أن تخرج المرأة من أجل زيارة الطبيب أو سؤالها في أمر من أمور دينها ولكن يجب ألا يكون ذلك وقتًا طويلًا أيضًا.
ما سبق كان الواجبات التي يجب أن تلتزم بها الزوجة تجاه زوجها أما بالنسبة للحقوق التي يجب على الزوجة الحصول عليها أن يمنحها الزوج الإذن بالخروج من المنزل وقتما تشاء ولا يمنعها من ذلك طالما أمن الفتنة عليها من خلال زيارتها للأهل والأقارب أو ذهابها لأمر به منفعة لها.
الجدير بالذكر أن هذا الأذن لا يتيح للزوجة فعل المنكرات والأمور المحرمة والتي تسمح لها في التبرج في لبسها، أو أنها تجلس في مجالس مختلطة وخلاف ذلك من المحرمات بحجة أنها استئذنت من زوجها.
خروج المرأة من منزلها دون إذن زوجها من الأمور المحرمة لذا فعلى الزوجة أن تخبر زوجها بخروجها، ويجب على الزوج أن يوافقها على ذلك ما دام يأمن عليها من الفتنة.