تجربتي مع التهاب العصب الخامس
تجربتي مع التهاب العصب الخامس تُعد من أكثر التجارب المؤلمة التي مررت بها، ولكن بعد شفائي منه بفضل الله رأيت أنه من المهم أن أشارك تلك التجربة ليتعلم الآخرون منها ويفهمون تلك المشكلة، وفي موقعنا سأتطرق لذكر تفاصيل تجربتي.
تجربتي مع التهاب العصب الخامس
في البداية من المهم أن نعرف ما هو العصب الخامس، فالجمجمة أو الدماغ في الجسم البشري تضم اثني عشر عصبًا كل واحد منهم مسؤول عن وظيفة ما فمنهم للحركة ومنهم للإحساس وغيرهم، وأحد تلك الأعصاب هو العصب الخامس الذي يتكون من تفرعات ثلاث هم العين والفك العلوي والفك السفلي.
هذا العصب مسؤول عن الإحساس بالمناطق التي تم ذكرها حتى الفك السفلي، فإن الألياف بها مسؤولة عن حركة العضلات لتنفيذ عملية المضغ، وبدأت تجربتي عندما شعرت بألم شديد يصيب وجهي بشكل مستمر ليستغرق ثوانٍ كلما تناولت الطعام أو تنفست هواءً باردًا أو حاولت تنظيف أسناني.
يشبه الألم الصعقة الكهربائية التي تضرب المنطقة التي بها الألم، وفي حالتي لم يتجاوز ذلك الألم الثواني على الرغم من أن بعض الحالات يصل الأمر إلى دقيقة، والجدير بالذكر أنه كانت تمر أيام دون الشعور بأي ألم أو الإصابة بأي نوبات بل في وقت من الأوقات قبل أن أذهب للطبيب وأحصل على علاج قضيت أسبوعًا كاملًا بلا أي نوبة.
بعد مرور ثلاثة أسابيع على التعرض لتلك النوبات المؤلمة التي لا تُحتمل.. اتجهت لطبيب متخصص وبعد إجراء بعض الفحوصات والسؤال عن بعض الأعراض وسماع إجابتي أخبرني أني أعاني من التهاب في العصب الخامس وبدأنا في رحلة علاج.
أعراض العصب الخامس
تجربتي مع التهاب العصب الخامس كانت من أكثر التجارب إيلامًا، ولم يتوقف الأمر عند الألم فقط بل امتد للحد الذي جعلني غير قادر على ممارسة حياتي بشكل طبيعي إذ كنت أتحسس كل حركة أقوم بها خوفًا من التعرض لنوبة من نوبات الألم القوي.
عندما توجهت للطبيب وأخبرته بما أمر به سألني عن بعض الأعراض وكان منها أعراض أعاني منها ولم أنتبه لذلك، ومن أبرز تلك الأعراض ما يلي:
- التعرض لنوبات ألم حادة وتتكرر كل عدة ساعات أو كل عدة ثوانٍ، وبين كل نوبة وأخرى يختفي الألم تمامًا ولكن يظل الخوف والتوتر ملازم للشخص منتظرًا قدوم النوبة الأخرى.
- تزداد فرص التعرض للنوبات عند القيام بأي نشاط على الوجه مثل الحلاقة أو مضغ الطعام أو تنظيف الأسنان بالفرشاة، وحتى التعرض لنسمة هواء بسيطة.
- الإحساس بتعب وضعف عام وعدم القدرة على بذل أي مجهود.
- الشعور بحرقان أو ألم شديد أو وخز قبل التعرض للنوبة.
- ألم مُركز على العين أو الجبهة أو كلاهما.
- يمكن أن يصيب الألم جانب واحد من الوجه أو الجانين معًا بشكل عشوائي، وفي حالتي كان الألم في أحيان يأتي بجهة وأحيان أخرى بجهة أخرى.
- أخبرني الطبيب أيضًا أن حدة تلك الأعراض تزداد مع تقدم العمر، مما يمكنها أن تُعطل القدرة على القيام بالمهام وممارسة الحياة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع التهاب اليد اليسرى
أسباب التعرض لالتهاب العصب الخامس
في تجربتي مع التهاب العصب الخامس كان أول سؤال سألته للطبيب بعد أن شخص حالتي هو ما السبب الذي أدى لذلك، فكان رده هو سؤاله عن بعض الأمور وكان منها إن كنت تعرضت لأي مشكلة صحية مؤخرًا فأخبرته أنني مررت بحادث سيارة وتعرضت لكدمة قوية في الفك، وأخبرني عندها أن ذلك يمكن أن يكون السبب.
لكني سألته عن أي أسباب أخرى محتملة يمكن أن تؤدي للإصابة بذلك المرض، فأردف أنه توجد بالفعل بعض الأسباب الأخرى، وكانت كما يلي:
- التقدم في العمر.
- ضغط الجذر العصبي.
- التعرض لورم بالوجه يضغط على العصب الخامس.
- الإصابة بداء الساركويد.
- التعرض للهربس النطاقي، وهو فيروس يصيب الجلد ويُعد من الأمراض التي تُحفز الإصابة لالتهاب العصب الخامس.
- مرض لايم كذلك من الأسباب التي يمكن أن تؤدي لتلك المشكلة.
- المرور بحادث أو التعرض لكدمة أو ضربة قوية أو إصابة في منطقة الوجه.
- الإصابة بتصلب الجلد والذئبة الحمراء وغيرها من أمراض الكولاجين الوعائية.
- الجلطات الدماغية في موضع يؤثر على العصب الخامس.
- وجود إصابة في مسار العصب الخامس عند الخضوع لعملية جراحية في منطقة الرأس أو الوجه.
- التعرض لتمدد الأوعية الدموية في القحف.
- وجود كيس أو ورم ويكون عبارة عن حويصلة ممتلئة بسائل.
- التشوه الشرياني الوريدي.
- التعرض لسكتة دماغية
- التعرض للتصلب المتعدد.
- تصلب الجلد.
مضاعفات التهاب العصب الخامس
لحسن الحظ لم أتعرض لأي مضاعفات للألم أو بمعنى أصح كان أكثر ما تعرضت له هو عدم القدرة على مضغ الطعام بالشكل المناسب، وعرفت أن ذلك من المضاعفات عندما سألني الطبيب عن بعض الأعراض التي من خلالها يمكن أن يعرف إلى أي مدى وصلت الحالة، وكان من أبرز ما سألني عنه من مضاعفات ما يلي:
- ضعف في الفك.
- الرؤية المزدوجة.
- فقدان منعكس للقرنية.
- مشكلات في المضغ.
- خدر جزئي في مكان الألم.
عوامل خطر التهاب العصب الخامس
بعد أن عرفت أنني مصاب بالتهاب العصب الخامس من الطبيب وأثناء رحلة علاجي كان لدي شغف لأعرف أكثر عن هذا المرض، وقد قرأت في أحد المقالات على الإنترنت التي تتحدث عن المرض أنه توجد بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالتهاب العصب الخامس، ومن أهم تلك العوامل ما يلي:
- فئة النساء هي الأكثر إصابة من الرجال.
- يمكن أن ينتقل المرض بين أفراد العائلة ويرجع ذلك لكيفية تكوين الأوعية الدموية بالدماغ.
- يشيع الإصابة بالمرض أكثر بين الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم الخمسين عام.
- يمكن أن يرتبط التعرض لذلك المرض بارتفاع ضغط الدم.
الجدير بالذكر أنه بالرغم من شدة الألم إلا أنه لا يُعتبر مهدد للحياة ولكن من الممكن أن يتفاقم الألم مع مرور الوقت.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع العصب القذالي
تشخيص ألم العصب الخامس
من خلال تجربتي مع التهاب العصب الخامس رأيت أنه من المهم أن أشارك معكم أيضًا تفاصيل طريقة تشخيصي بالمرض، وفي التالي أذكرها لكم:
1- الفحص الجسدي
كان ذلك من خلال سؤال الطبيب عن طبيعة الألم وهنا أخبرته أنه يأتي بشكل مفاجئ ولا يدوم طويلًا ولكنه يشبه الصاعقة الكهربائية، كما أنه سألني عن مواقع الألم والتي كانت عادة تصيب فكي وأسفل العين، بالإضافة إلى سؤاله عن الفعل الذي يسبب ذلك فأخبرته أنه الألم يحدث مع المضغ ومع تنظيف الأسنان والتعرض لهواء بارد.
2- الفحص العصبي
في ذلك النوع من الفحص كان الطبيب يفحص أجزاء من وجهي ليحدد بالضبط موقع الألم، كما أنه أخضعني لاختبار يُسمى اختبار الانعكاس ليعرف إن كان هناك عصب مضغوط يسبب تلك المشكلة أم أنها بالفعل من العصب الخامس.
3- الرنين المغناطيسي
لم أتعرض لذلك النوع من الفحص ولكنه موجودًا بالفعل ويلجأ إليه بعض الأطباء في حالة صعوبة الوصول إلى سبب المشكلة، فمن خلاله يعرف هل هناك أورام أم لا.
علاج التهاب العصب الخامس
في البداية حاولت استخدام مسكنات الألم المعتادة ولكنها لم تأتِ بنفع ولكن بعد أن ذهبت للطبيب، فوصف لي بعض العلاجات ولكنها ليست كل أساليب العلاج، وفي التالي سأذكرها لكم:
1- العلاج الدوائي
وصف لي الطبيب بعض الأدوية لعلاج المشكلة والتخفيف من الأعراض، وكانت كما يلي:
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: واحدة من أساليب العلاج التي يمكن أن يصفها الطبيب ولكن في حالتي لم يصفها لي.
- مضادات الاختلاج: وصفها لي الطبيب لمنع الأعصاب من التهيج.
- مرخيات الأعضاء: أيضًا وصفها الطبيب لي بجانب مضادات الاختلاج.
2- العلاج الجراحي
لم أخضع لأي علاج جراحي فلم تكن حالتي بحاجة إلى ذلك، ولكن بعض الحالات تحتاج إلى ذلك، ومن أبرز أساليب الجراحة هنا ما يلي:
- ضغط البالون: يُستعان هنا ببالون فارغ يُدخل في الفراغ بين العصب الثلاثي وقاعدة الجمجمة ثم يتم نفخ البالون ثم يتم ضغط العظام الصلبة لتدمير عزل العصب.
- الاستئصال بالترددات الراديوية: يتم هنا تحديد المنطقة الدقيقة التي تسبب الألم ثم يُرسل إليها تيار كهربائي ليخفف إحساسها.
- حقنة الغليسرين: تُحقن في السائل الشوكي الذي يحيط بالعصب الثلاثي للتأثير على عزل العصب للتخفيف بالألم.
- استئصال العصب: يُقطع العصب الذي يُسبب المشكلة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع التهاب الشبكية الصباغي
الوقاية من ألم العصب الخامس
في ختام الحديث عن تجربتي مع التهاب العصب الخامس سأتطرق لذكر بعض النصائح المهمة التي تقي من التعرض لتلك المشكلة، ومن أهم تلك النصائح ما يلي:
- غسل الوجه بماء دافئ.
- تجنب تناول الأطعمة الساخنة جدًا أو الباردة جدًا.
- تناول الأطعمة اللينة.
- غسل الفم بماء فاتر بعد الطعام.
- الابتعاد عن الكافيين والحمضيات حيث إنهم يسببون حدوث نوبات.
عند التعرض لأي ألم أو ظاهرة غريبة من المهم التوجه للطبيب على الفور، وذلك لعلاج أي مشكلة من بدايتها حتى لا يتعرض الشخص لمضاعفات أو مشكلات أكبر.