تجارب دينية

تجربتي مع قيام الليل بسورة البقرة للفرج والتخلص من الحزن

إن تلك الدنيا ما هي إلا دار ابتلاء وشقاء ومن أراد أن يحيا فيها بسلامٍ عليه أن يعي ذلك الأمر؛ هذا فضلًا عن ضرورة ترويض نفسه نحو عدم الانجراف وراء نفسه الأمارة بالسوء، شيطانه الذي يعده الفقر وينسى وعد ربه إليه بأنه متى دعاه يستجيب له، ومن هنا سوف أعرض لكم تجربتي مع قيام الليل بسورة البقرة للفرج.

تجربتي مع قيام الليل بسورة البقرة للفرج

كربٌ عظيمًا هو ما واجهته منذ فترة ليست ببعيدة، كربٌ جعلني أظن أن الدنيا قد اُغلقت في وجهي أبوابها وأنه ما ليس لي من نجاة أو فرج، شعور مؤلم، خوفٌ لا يُوصف وكأنه يأكلني كل يومٍ تلو الآخر وحالة مزرية لا أتمناه لألدّ أعدائي.

كان هذا هو الوصف الأقرب للدقة للمشهد الذي كنت أعيشه منذ سنواتٍ قريبة حتى ألهمني ربي برحمته وفضله بواحد من الحلول السحرية التي كنت في غفلة حقيقة عنها؛ ألا وهو قيام الليل مع قراءة سورة البقرة.

كيف كنت أصلي القيام بسورة البقرة

تجربتي مع قيام الليل بسورة البقرة

في حقيقة الأمر أنني وعلى الرغم من كوني كنت مواظبة على الصلوات الخمس بفض الله وحده إلا أن القيام كان له أثرًا مختلفًا لا يمكنني أن أوصفه؛ وكأنني كنت اختلي بربي في كنف الليل، أشكوه همي، أبث شكواي، أذرف دموعي وأعلم أنه وحده من يسمعني، يعلم ما بي وإن لم أكن أنطق به.

وما وفقني إليه ربي في تلك الفترة أيضًا أنه قد ألهمني بأن أقيم الليل بسورة البقرة لما لها من فضائل في تفريج الكرب بكرم الله ونعمته؛ وهذا ما كنت أفعله من خلال تقسيم السورة على ركعات القيام التي كانت ركعتين ثم التسليم، ركعتين ثم التسليم وغيرها.. إلخ.

لحظة تفريج كربي بصلاة القيام

استمريت فترة ليس بقصيرة وليس بطويلة في هذا الكرب الذي أحدثكم عنه ولكن لأن اللحظة على المكروب تمر مثل العام فوقتها كنت أشعر وكأن الوقت لا يمر أبدًا، ولكنني كنت استعين بالله، أتوكأ على قدرته، اتعشم في رحمته أسأله الفرج القريب، أدعوه بكل جوارحي، أواظب على ركعات القيام وسورة البقرة.

حتى تلك اللحظة التي لا يسعني أن أصف شعوري فيها على الرغم من أنها قد مرّت عليها السنون؛ حيث إنني نمت ليلي بعد أدمع كثيرة ذرفتها على سجادة الصلاة أتوسل إلى الله بالفرج العاجل الذي لن أملّ من طلبه أبدًا، ولم أكن أعلم كيف كان يدبر الله لي الأمر.

فما مضى هذا الليل وجاء النهار إلا وأتى ومعه الفرج والجبر العظيم؛ استيقظت في هذا اليوم على طمأنينة سارية في قلبي لا أعلم كيف جاءت، وما أن قابلني أحد أفراد أسرتي وبث على مسامعي البشرى السارة بأن الكرب قد انتهى، العسر قد انهزم باليسيرين وأن الله قد كانت عند حُسن ظني وأعظم.

هكذا انتهت التفاصيل الأساسية التي تخص تجربتي مع قيام الليل بسورة الفرج من أجل طلب الفرج، وأخبركم أمرًا هامًا أن لكلٍ منا باب مختلف يمكن به الوصول إلى الله ونيل مرضاته وبركاته، وأن السر كله يكمن في الإيمان الموجود في قلوبكم، لذا لا تجربوا الله -حاشاه- ولكن عاملوه باليقين ليدهشكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى